يحاط القلب من الخارج بغلاف كيسى مزدوج الجدار ناعم ورقيق يسمى غلاف القلب أو غشاء القلب، أو ما حول القلب والذى يشبه إلى حد ما كيساً من السيلوفان، فإذا التهب هذا الغلاف، نتجت تلك الحالة، والتهاب غلاف القلب ينجم فى أغلب الحالات، كما يوضح دكتور أحمد السواح إخصائى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب عدوى فيروسية، ولكن هناك كائنات دقيقة أخرى مثل بكتيريا السل يمكنها أيضاً أن تصيب غلاف القلب بالعدوى، ويمكن لالتهاب ناشئ عن أحد أمراض النسيج الضام مثل الذئبة أن يسبب التهاب غلاف القلب، ويمكن أن يحدث التهاب غلاف القلب كأحد مضاعفات النوبة القلبية والفشل الكلوى المزمن أو جراحة القلب أو جراحة الصدر، وفى النهاية يمكن أن يحدث التهاب غلاف القلب إذا غزته بعض الأورام، خاصة الأورام الليمفية أو الليمفوما وسرطان الثدى أو الرئة، أو بسبب العلاج الإشعاعى للأورام، فإذا التهب غلاف القلب، فإن طبقتى هذا الغلاف تحتكان ببعضهما وتصدران صوت احتكاك مميزاً، وأحياناً ما يؤدى الالتهاب إلى تراكم السوائل فى غلاف القلب، وهى حالة تسمى رشح غلاف القلب (انصباب تامورى).
أما فى الحالة المسماة التهاب غلاف القلب التقبضى أو التهاب التامور المضيق، وهى صورة مزمنة من هذا المرض، فإن الالتهاب طويل الأمد يؤدى إلى تكون نسيج تليفى على غلاف القلب.
فالعرض الأولى لالتهاب غلاف القلب هو ألم حاد بالصدر ينتج عن احتكاك النسيج الملتهب بالقلب وبالرئتين، وقد يصل الألم إلى العنق والكتف أيضا، ويمكن غالباً تمييز هذا الألم من ألم الذبحة الصدريه أو النوبة القلبية بكونه يزداد شدة بالسعال أو بالتنفس، وهو يختلف أيضاً عن الذبحة بأن الإحساس بعدم الراحة فيه يمكن تخفيفه بوضع الجسم مثل الجلوس أو الميل إلى الأمام.
ومن الشائع أيضا حدوث حمى وقشعريرة وإعياء، وقد يستطيع الطبيب سماع صوت الاحتكاك المميز باستخدام السماعة، ويمكن لغلاف القلب المصاب بكمية كبيرة من الرشح أو المصاب بالالتهاب التقبضى أن يمنع امتلاء غرف القلب بالدم بشكل طبيعى مما يؤدى إلى هبوط القلب.
فالتهاب غلاف القلب الفيروسى أو الالتهاب المصاحب لنوبة قلبية أو مع جراحة بالقلب يزول عادة فى خلال أسبوع أو اثنين، وعندما يكون التهاب غلاف القلب ناتجا عن عدوى بكتيرية (خاصة السل) أو عن أورام، فإن أعراضه غالبا تتزايد فى شدتها، الالتهاب الناتج عن مرض التهابى مثل الذئبة يمكن أن يجىء ويذهب مسببا ألما صدريا متكررا.
إن أعراض حالتك ونتائج الفحص الطبى قد تقدم مفاتيح قوية توصل إلى التشخيص، ويمكن أن يظهر رسم القلب الكهربائى التغيرات التى تشير إلى التهاب غلاف القلب، ولكن أفضل اختبار تشخيصى هو تصوير القلب بالموجات الصوتية، فإذا كان مصدر الحالة غير واضح، فقد تحتاج أن تجرى عليك اختبارات أكثر وأوسع نطاقا، وفى أحوال نادرة قد يضطر الطبيب إلى استخدام إبرة لسحب عينة من السائل الذى حول القلب وإرسال العينة إلى المعمل لتحليلها.
فعلاج التهاب غلاف القلب يعتمد على السبب الأصلى، فإذا كان عدوى فيروسية، فقد يكون العلاج الوحيد هو استخدام العقاقير المضادة للالتهاب للتحكم فى الألم، أما حالات العدوى البكتيرية فتحتاج المضادات الحيوية، وإذا كان الفشل الكلوى هو السبب، فإن الغسيل الكلوى يكون ضرورياً.
وإذا وصل حجم السائل المتراكم فى كيس غلاف القلب للدرجة التى تعوق الأداء الوظيفى للقلب، فإنها تكون حالة مستعجلة، يمكن تخفيف الضغط الزائد بسحب السائل بإبرة منزل خاصة، وقد يكون من الضرورى إجراء جراحة للقلب لسحب السائل أو لشق النسيج المتليف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة