أوضح تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية أنه لا يمكن منع جميع أشكال الانتحار، ولكن يمكن منع غالبيتها، وهناك عدد من التدابير التى يمكن اتخاذها على المستويين المحلى والوطنى للحد من احتمال وقوع حالات انتحارية، منها الحد من فرص الحصول على وسائل الانتحار (مثل مبيدات الهوان والأدوية والأسلحة)؛ وعلاج الأشخاص من ذوى الاضطرابات النفسية (خصوصاً من يعانون الاكتئاب والفصام وإدمان الكحول)؛ بالإضافة إلى متابعة الأشخاص الذين سبق لهم القيام بمحاولات انتحارية؛ والإبلاغ عن الانتحار بطريقة مسئولة فى وسائل الإعلام؛ وتدريب القائمين على الرعاية الصحية الأولية.
ومن الأهمية، إدراك أنّه ليس هناك سوى عدد قليل من حالات الانتحار التى تحدث بدون إنذار. فمعظم المنتحرين يعطون إنذارات واضحة عن نواياهم.
وبناء عليه، ينبغى إبداء الاهتمام الواجب لجميع التهديدات المتعلقة بإيذاء الذات، وإضافة إلى ذلك، فإنّ غالبية الأشخاص الذين يحاولون الانتحار هم أشخاص يكتنفهم التناقض وعدم اليقين من الرغبة فى الموت.
وتحدث حالات انتحار كثيرة فى فترة التحسّن، أى عندما يكتسب الشخص ما يلزم من طاقة وإرادة لتحويل الأفكار اليائسة إلى عمل بناء، غير أنّ الشخص الذى حاول الانتحار فى يوم ما من حياته لا يُعد بالضرورة شخصاً معرّضاً للخطر بشكل دائم: فقد تعاود الأفكار الانتحارية بعض الأشخاص ولكنّها لا تدوم لديهم، وقد لا تعاود أبداً أشخاصاً آخرين.
وتشير التقديرات إلى أنّ حالات الانتحار تبلغ 900000 سنوياً. ويشكّل ذلك حالة وفاة واحدة فى كل 40 ثانية، ويُعتبر الانتحار، على الصعيد العالمى، إحدى مسبّبات الوفاة الرئيسية الثلاثة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاماً.
