قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن زيارته إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تعكس رغبة مشتركة بين مشيخة الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة فى تواصل كبار علماء البلدين، لبحث أحوال المسلمين فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى، فى ظلّ ما يعانونه على أكثر من صعيد، وتعرّضهم لمضايقات متعمدة فى كثير من الأحيان.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده شيخ الأزهر مساء السبت فى قصر المؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض، وحضره مع فضيلته ثلاثة مشايخ من هيئة كبار العلماء فى مصر، وهم الدكتور نصر فريد واصل- مفتى مصر الأسبق، والدكتور حسن الشافعى- رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة- رئيس تحرير مجلة الأزهر.
وأضاف شيخ الأزهر، أنه لا يؤمن بنظرية المؤامرة، لكن الأحداث تكشف عن وجودها، ويتم اللعب الآن على المكشوف، بهدف تقويض مؤسسات الدولة، ومنها الأزهر، فالمؤامرات تسعى إلى أن تكون الأمة لقمة سائغة فى يد الأجنبى القوى، لكن الأزهر على يقين بأن هذه المحاولات ستفشل، وعلى علماء الأمة فى جميع بلداننا الوقوف فى وجه التخريب.
وعن سؤال حول دور الأزهر خلال عهد مبارك وما تعرّض له من تقييد، أجاب فضيلته بأن الأزهر لم يكن يوماً من الأيام مقيداً، بل كان حراً فى اتخاذ ما يراه، وأنه هو شخصياً لم يتعرّض لأى ضغوط خلال شغله منصب رئيس جامعة الأزهر أو رئاسة دار الإفتاء أو رئاسة مشيخة الأزهر.
وأعلن الإمام الأكبر، أن الأزهر بصدد إطلاق قناته الفضائية التى طال انتظارها مع بداية شهر رمضان المقبل بهدف نشر الثقافة الوسطية المعروفة عنه، كما أنه بصدد الإعلان عن مؤتمر دولى فى رحاب الأزهر الشريف يُدعى إليه علماء المسلمين من المملكة العربية السعودية ومختلف أقطار العالم الإسلامى؛ لمناقشة أحوال المسلمين، وتخفيف الأزمة التى تمر بها الأمتان العربية والإسلامية.
وأشار أحمد الطيب إلى أنه التقى صباح اليوم السبت مع ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولمس منه حرصاً كبيراً على ضرورة التقاء علماء مصر والسعودية لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، كما أكد فضيلته أن اللقاء مع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ فتح الباب واسعاً أمام اجتماع علماء المسلمين، ليضطلعوا بدورهم فى خدمة العالم الإسلامى.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنه سيتوجه من السعودية إلى مملكة البحرين، وسيجتمع بعلماء البلدين من السنة والشيعة على حدٍّ سواء، وسيستمع إلى الطرفين، فى محاولة منه لجمع الشمل ووحدة الصف؛ لأن هذا النهج هو الذى دأب عليه الأزهر طوال تاريخه، ولا بد أن ينسجم تحرّكه فى كل الأزمات مع تاريخه الوسطى الذى يجمع ولا يفرّق، مؤكدا أن هذا المنهج نفسه هو الذى يتعامل به الأزهر مع الأزمات التى تمرّ بها مصر، فهو يقفز على الخلافات السياسية الطاحنة التى يشهدها البلد؛ ليظلّ صوت الأزهر الوسطى عالياً فوق كل الأصوات الحزبية الضيقة، بعيداً عن نصرة طرف على حساب طرف آخر أو التدخل فى شؤون الآخرين؛ فالأزهر يعبّر عن ضمير الأمة وصوت الشعب، ولا ينحاز إلى أى تيار سياسى؛ لأن السياسات تتبدل، والتيارات تزول، ويبقى الأزهر بوسطيته محافظاً على وحدة الأمة.
شيخ الأزهر: لا أؤمن بنظرية المؤامرة لكن هناك من يسعى لتقويض مؤسسات الدولة
الأحد، 21 أبريل 2013 12:32 م
الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر