إن الاهتمام بالتنمية البشرية من أهم مقومات نجاح الأمم، وهو الطريق الأقصر إلى الابتكار والإبداع، وبناء الإنسان هو العامل الحاسم فى عملية التغيير والتقدم والبناء، والأكثر أهمية فى صناعة الحاضر والمستقبل والعقل المسلح بالعلوم الحديثة هو من أهم عناصر مواكبة الثورة المعلوماتية، التى تسعى الدول فى توظيف معطياتها فى شتى المجالات.
ونجحت بعض الدول فى التركيز على الاهتمام بالعنصر البشرى وتنمية قدراته، وطاقاته بالشكل الذى يساهم فى العملية التنموية بالشكل الصحيح على النحو التالى:
1 – التجربة الماليزية: تميزت بإنشاء المدارس الذكية لتعليم الطلبة التقنية الحديثة مع غرس قيم العمل المنتج فى النشء، وكذلك ربط برامج التعليم والتدريب باحتياجات التنمية المحلية ومواكبة عصر العولمة.
2 – التجربة الكورية: تميزت بدعم الحكومة للجامعات ومراكز الأبحاث، وتنفيذ برامج تدريب مهنى يغطى كافة المهن، وفتح باب القطاع الخاص للاستثمار فى التعليم والتدريب.
3 – التجربة الهندية: تميزت بالتركيز على قطاع تقنيه المعلومات وتكوين مجلس قومى، لتحسين نوعية التعليم والتدريب وإلزامية التعليم المجانى حتى نهاية المرحلة الثانوية، وزيادة المخصصات المالية للجامعات، وتوجيه فائض الطلاب الثانوى للتعليم الفنى.
4 – التجربة الفلبينية: تميزت بتأهيل القوى العاملة للتعامل مع التقنية، وتطوير مؤسسات التعليم والتدريب، وتحويل أساليب التعليم من التلقين إلى الابتكار، وتصدير فائض العمالة الفنية للخارج، كما أنها سعت لاستخدام المنظمات الأهلية غير الحكومية فى إعادة تأهيل الذين لم يجدوا وظائف فى سوق العمل إلى وظائف أخرى.
5 – التجربة الأسترالية: تميزت بالتركيز على التعليم والتدريب ودمج برامج التعليم الفنى والتدريب المهنى مع برامج الثانوى العام، وربطها باحتياجات سوق العمل، وتبنى أنماط جديدة من التعليم، مثل التعليم عن بعد، والتعليم التعاونى، ومشاركة القطاع الخاص فى عملية تنمية الموارد البشرية.
6- التجربة الصينية: تميزت بالتركيز على دور التعليم والبحث العلمى، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع فى التنمية البشرية، واعتمدت على رؤية إستراتيجية شعارها "إنعاش الصين من خلال العلوم والتكنولوجيا والمعرفة"، وتعزيز التعليم المهنى وتوسيع التعليم العالى، واستئصال الأمية، واعتبار التعليم والمعرفة استثمار منتج، وتأهيل عدد كبير من الكوادر العليا لقيادة إدارة البحوث، وتحديث وتطوير القدرات الابتكارية.
إن النجاح والتقدم يأتى نتيجة للعمل الجاد والتخطيط الدقيق، الذى بدونه لا يصبح الإنسان مبدعا وناجحا ومتميزا، ومصر تتطلع إلى أفاق النهضة والتقدم، وشبابها هم عماد التقدم وبناء المستقبل، ومن المفيد الاستفادة من تجارب هذه الدول التى سبقتنا فى التقدم والنهضة.
فعلينا أن نضع منهجا نابعا من واقعنا وظروفنا الاجتماعية والاقتصادية واحتياجاتنا، حتى نصل بوطننا إلى المستوى اللائق به بعد ثورة عظيمة أبهرت العالم كله.
جمال المتولى جمعة يكتب: طريقنا إلى التقدم والنهضة
الأحد، 21 أبريل 2013 03:02 م
صورة أرشيفية