على درويش

أهل الخسران المبين

الأحد، 21 أبريل 2013 05:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من ضعف التفكير وضلال التوجه أن يظن الإنسان أنه قوى وأنه لا يقهر، ويعيش وهم أن حياته ممتدة وكأن حياته على الأرض مدية، وإن لاحت فكرة الموت فى أفق ذهنه صرف الفكرة بسرعة عن ذهنه بعد أن يعتصر الخوف قلبه. ومن التخبط والظلام الفكرى أن يلبس الإنسان رداء فرعون الذى ضل واضل فتكون النتيجة هى لبس ثوب الألوهية، رغم ما فى هذا من كذب فاضح. لكن هذا الثوب يصبغ كل فعل وقول بكبرياء باطل فاسد لا يولد سوى الشر والأذى والعذاب للآخرين.

إن الفرعنة وما يصاحبها من كبر واستعلاء هى صفة تنافى فكرة الألوهية، فالكبرياء لله وحده لأن الكبرياء الإلهى كله خير لا يأتى من ورائه شر أو دمار أو تعذيب والله يتكبر على الصغائر. ولهذا السبب قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر» فالكبر هو المعصية والرذيلة التى طرد بسببها إبليس من الجنة ولعن، وكانت تلك الصفة هى أول خطوة نحو جهنم والتى بسببها غضب الله عليه وابتعد بلا عودة عن عالم النور والملائكة والجمال. فبالكبر رفض الملعون السجود لآدم وجادل بالباطل رغم أن الأمر بالسجود جاء من الذات المقدسة سبحانه وتعالى. والتاريخ الإنسانى يقول صراحة: إن أهل الكبر هم أهل الخسران المبين لأنهم يخسرون القرب من الله سبحانه وتعالى ويخسرون حب غيرهم من الناس ويخسرون نعيم الدنيا المحدود ويخسرون النعيم الأبدى.

أما من تواضع لله، أى من تواضع حبا فى الله وفهم حقيقة الكبر وما يفعله فى النفس البشرية من دمار، فيرفع الله قدره ودرجته فى الجنان ويصبح من المقربين فى الدنيا والآخرة. والنموذج الأمثل وقدوتنا فى الكمال البشرى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى كان فى منتهى التواضع مع جميع الخلائق.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة