هانى واصل يكتب: البحث عن بقايا ثورة

لم أتوقع أبدا أن أشاهد هذا اليوم وإن كنت على يقين بأنه آت لا محاله. أن تنتهى كل معالم ثورة 25 يناير التى قضى عليها وهى ما زالت فى مخاض ولادتها.

الثوره التى كنا نحلم بأن تزيل كل مواطن الفساد فى هذا البلد المطحون من الفساد والرشوة والمحسوبية. تلك الثورة التى كنا نحلم بها ولم نتخيل أن تأتى بهذه السرعة، هل جاءت فى غير موعدها؟؟ هل جاءت مبكرا؟!

الحق أقول بأنه كذلك جاءت هذه الثورة فى غير وقتها، وربما كان كلام أحدهم (النظام السابق) الشعب المصرى ما زال صغيرا على فهم الديموقراطية.. ربما كان على حق، وربما كنا نحن المتعجلين، المتشوقين للتغير على أى حال وبأى ثمن..

الشعب المصرى الغلبان والعتى فى ذات الوقت أراد أن ينفض الغبار المتراكم على جثثه وجثث عياله، ليقول لا للظلم ولا للفساد دون أن يحسب أى حسابات مستقبلية ودون أن يعرف أن قيامه بالثورة يستوجب عليه مسئولية شاقة، وعليه أن يقود هو أموره بنفسه، كان لسان حال الشعب المصرى حينذاك، (يا فيها يا أخفيها)، وها هو قد أخفاها وأضاع نفسه تماما.

تحديات المواجهة بين الحق والباطل وبين التغيير والفساد المتشبث بكل أركان الدولة كان تحديا رهيبا وما زال.

ما زال الفساد يقاوم وبقوة أمام كل محاولة للتغيير نحو الأفضل، وسيظل الأمر على هذا المنوال إلى أن يشاء الله، وإلى أن يشاء الشعب البحث عن بقايا ثورته بصدق.