نبيل نصير يكتب: عندما يكفر الإنسان بنعمة العقل

السبت، 20 أبريل 2013 05:04 ص
نبيل نصير يكتب: عندما يكفر الإنسان بنعمة العقل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرة ولا تحصى، " وإن تعدوا نعمه الله لا تحصوها"، وفرض على الإنسان أن يشكر نعم الله عليه، وشكر النعم ليس فقط بالإقرار بها فقط، ولكن بأداء حقها، وألا يكفر بهذه النعم الكثيرة، التى لا تعد ولا تحصى، ومن نعم الله على الإنسان نعمة المال ونعمة العقل على سبيل المثال لا الحصر، وكفر النعم يكون على نحويين، الأول هو إنكار النعمة بالكلية والجحود، وبوجودها من الأساس، والثانى هو عدم استعمال النعم فيما خصصت من أجله.

وبالتوضيح على نعمة المال، فإنكار أن الله أنعم بها على الإنسان هو أوضح أنواع كفر النعم بالنسبة لنعمة المال، أما النوع الثانى فهو البخل، وهو عدم استعمال المال فيما شرع، وخصص من أجله، وهو الإنفاق على متطلبات الحياة، وبالقياس على نعمة العقل، فإن الانغماس فى الصيغة الحيوانية والشهوانية هو إنكار لنعمة العقل، الذى ميز الله به الإنسان على سائر المخلوقات، وهذا يمثل الكفر بنعمة العقل على النحو الأول، أما النوع الثانى وهو عدم استعمال العقل فيما خصص من أجله وهو التفكير والتدبر وإعقال الأمور وهو كفر بنعمة العقل، لهذا، فإن التكريس لمبدأ السمع والطاعة هو كفر بنعمة العقل لأنه يلغى عقل الاتباع ويأمرهم باتباع الأوامر دونما تفكير فيها الصالح منها والطالح، المتفق مع ما ينفعنا والمختلف معه.

كما التفكير والتدبر فى الأمور، هو فرض من فرائض الإسلام، فرضها الله على المسلمين، وليس هناك أدنى شك فى ذلك، فربنا العلى القدير قال فى القرآن الكريم، "قل سيروا فى الأرض فانظروا........ " فانظروا ماذا؟ انظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم، فانظروا كيف بدأ الله الخلق.. كل هذه الأوامر تعنى الفرضية، ناهيك عن الأسئلة بالهمزة والاستنكار، "أفلا تعقلون" و"أفلا تتدبرون".

فكما أنعم الله علينا بالنعم وفرض علينا شكرها وعدم الكفر بها، فإن شكر نعم العقل يكون بأداء حقها، وأداء حق نعم العقل بالتفكير، وخلق موروث ينفع البشرية، لهذا جعل الله هذا الموروث من مدرات الحسنات حتى بعد موت الإنسان، كما فى الحديث الشريف، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل ترى هل من يقبل أن يلغى عقله، ويعيش بالسمع والطاعة هل يمكنه أن يكون لديه القدر على ترك موروث ينفع البشرية، أنا أشك فى ذلك.

من كل ما سبق نرى، أن السمع والطاعة، وإلغاء العقل، وعدم استعماله هو أيضاً، هو كفر بنعمة العقل.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم

العقل فى الدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة