محمد أحمد دويدار يكتب: لما كنا فـ مصر الجديدة

فلحظة صمــت وسٌكات عدى قصادى شريط ذكريات
رَجـــــعنى تانـى للطفولة وافتكرت كل اللى فات
كُنـا هِنــا بنٌط أولى ويه شِلة مالبنــــــــات
شــوية نلعب ماتش كورة شوية كومى. . سبع طوبات
شوية سباقات شوية خناقات كنا نقعد بالساعات والساعات
كان مكانا عالرصيف فمدخل عمارة والجيران شَيطين شياط
واحنا برده مش هَمِمنا بنجنن ابوهم ونعند ونـزود فِالصواط
لمتِنا هيه عزوتنا هيه قوتنا ولا كان فنيتنا الفراق لحظات
لا كنا بنزهق ولا كنا بنسرق الضحكة بالعافية من قلب العياط
كانت ضحكتنا سهلة طلعة كدة صافية من قلبنا ملهاش حسابات
كانت شلتنا دنٌيا...نتجمع فثـانية..ونتــفرق بس عالبــيات
دلوقتى دنيتنا عامية..تفرقنا فثانية. وتجمعنا بس. .فدار مناسبات
وفلحظة صمــت وسٌكات عدى قصادى شريط ذكريات
لكل شــبر فشارعنا ذكرى...وكل حتة وفيــها صـورة
لا كنا نعــرف ايه فـِ بٌكره ولا كانش فينا قلوب مكسـورة
كنا ننزل من ستِة نجرى كنا نلعب من سِتة فورة
كنا نقـعد مع بعـض نحكى مرة نكـتة ومــرة فـزورة
وإما فينا حد يبكى...تلقانا جنبه بنداوى الآهات
كنا نعشق حتتنا عشـق كان كلامنــا طـــالع بصدق
مكانش فينا قلوب مريضة...حتى إن كدبنا كدبتنا بيضة
كانت لمتنا هيا متعتنا الوحيدة.. تركيبة ملهاش مثيل توليفة فريدة
كان فينا البخيل وفينا الطويل وفينا اللى ماشى وهوه عالحديدة
كان فينا التخين وفينا الحزين وفينا اللى سارح فاحلامه البعيدة
وفينا اللى شايف صح من زمان..وفينا العاشق والدنجـوان
وفينا اللى تايه وسط السنين. .وفينا اللى خايف وقايل آميــن
وفينا الأمين..وفينا اللى خانــه زمــــانه لكـنه ما خان
وفينا الإنســان وفينا الفنان وفينا القديم وفينا الرزين
كنا صحيح متجمعين بس برده كنا متقسمين فرقـتـيــن
كان فيـنـا ســمك. .........وفينا صيادين
وكبرنا....وخدتنا الدنيـا فـ متاهـة وكلنا كده مشينا وراها
اللى بايع نفسه ليها... واللى لسـه بيطلـب رضاها
اللى ماشى فنص الطريق.... واللى ناسى يعنى ايه كلمة صديق
اللى خدها خطوة خـــطوة......واللى بخطوة واحدة عدى
واللى لسه ما خطا خطوة.............. واللى شارخ واللى هدى
واللـى ســافــر منذ فتره واللى عافر لـجل نـطة
واللى عايـز بس زقة........ واللـى لسـه مسـتـنــى شَدة
واللـــى نـايم عالمـخدة....... واللى نـايم بـيــن الجراح
وفوسط زحمـة الحياة.......الـلى راح جــــوانـــا راح
قلوبنا البيضة ملاها سواد وشعرنا الأسود غطاه البياض
ورجعت تانى..لقيتها فاكرانى..الساعة ستـة وفنفس المعاد
قلتلها فاكرانى قالتلى كبرت ى واد....وطال البعاد
تعالى واقـعد فحجرى عالرصيف ونعيد من تـانى كل اللى فات
بصت فوشى لقيتنى راجل بدقن وشعر فصدرى وطالعلى كمان شنبات
اتكسفت وهزت مالزعل راسها..ماشُفت أهلـها ولا لقيـت ناسها
كل الملامح اتغيرت فيها..ولا عادش حـد بعدينا يواسيـها
حتى الجنينة لقيتها حزينة كنا بـ لعبنا وضحكنا بنرويها
ما عِرِفت شابت ولا احنا اللـى من بعدها شيــــبنــا
قلتلها سامحيـنا. .....حقك علينا. .......والله ده عيبنـا
حتى الجيران لقيتـهم حزانا برغم اللى كان ورغم اذانـا
شفتها مهمومة.. سألــتها مالك........تعبانة أظـن؟
ردت بضحكة لأه حبيبى لكنى بحِن لـصفارة ليلاتى فـودنى ترن
والقاكوا نزلتوا من تانى يا ولاد..ساعتها سيبتها ومشيت من سكات
قولتلها نامى...أحلامك سعيدة..وعدى قصادى شريط ذكريــات
لما كنا........ فمصر الجديــدة