أنهى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، زيارته إلى جمهورية روسيا، والتى استمرت 24 ساعة، أجرى خلالها محادثات مهمة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وسبل تطوير التعاون الثنائى فى مجالات التعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعات الهندسية.
كان الهدف الأول للزيارة هو محاولة جلب الأموال الروسية إلى مصر، حيث أكد الرئيس محمد مرسى، فى بداية مباحثاته مع نظيره الروسى، والتى عقدت فى منتجع سوتشى على البحر الأسود، رغبته فى إقامة تحالف حقيقى بين البلدين.
وأشار إلى أن الأساس فى المجالات الاقتصادية هو نقل المعرفة والتكنولوجيا وإيجاد نهضة صناعية لتحقيق تنمية كبيرة فى مصر تفتح لها الأبواب فى كل اتجاه، وأن الباب الروسى من الأبواب المهمة جدا فى هذه المجالات"مضيفا، هناك مشروعات كبيرة بدأت فى مصر وأنشأت بتكنولوجيا روسية مثل السد العالى ومجمع الحديد والصلب ومجمع صناعة الألمونيوم بنجع حمادى، وهذه المشروعات بها إمكانيات نمو عالية، إذا تم الاستفادة من الخبرة المصرية فيها، إضافة للتكنولوجيا الروسية المتطورة.
ورأى الرئيس مرسى، البدء بتطوير هذه المشروعات الثلاثة التى كان الأصل فيها التعاون البناء بين مصر وروسيا.
وفى محاولة أخرى لجلب الأموال الروسية إلى مصر أكد مرسى، خلال كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى المشترك، عقب انتهاء المباحثات مع بوتين، أن حرصه على التعاون مع روسيا الصديقة ينبع من إدراك للمكانة الهامة التى تتمتع بها روسيا فى المُجتمع الدولى، وجدد مرسى رغبته فى التعاون مع الدول الصديقة التى أبدت حرصاً على مد جسور التعاون مع مصر ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومساندتها فى تحقيق تطلعات شعبها المشروعة فى التنمية والعدالة الاجتماعية والانطلاق الاقتصادى على حد قوله.
ولم يكتف الرئيس مرسى بكلمات الثناء على الجانب الروسى لإقناعهم بإقراض مصر وامتدادها بكميات كافية من الحبوب بل طلب بوضوح من نظيره الروسى إمدادات أكبر من الحبوب وقرضا للمساعدة فى تخفيف أزمة اقتصادية حادة لكنه لم يحصل على أى منهما أثناء محادثاته مع بوتين.
.
واكتفى المسئولون الروس، بالقول بأن موسكو ستدرس طلب القرض الذى قدره مصدر مقره موسكو فى وقت سابق بحوالى مليارى دولار، وأنها ربما تزيد إمدادات الحبوب إلى مصر إذا وصل المحصول هذا العام إلى المستوى المستهدف.
وقال بوتين عقب انتهاء المحادثات: "اتفقنا على أننا سنعمل تدريجيا من أجل تنويع تجارتنا وروابطنا الاقتصادية وإعطاء المزيد من الاهتمام للتعاون الاستثمارى".
وسئل وزير الصناعة والتجارة المصرى حاتم صالح، عن القرض المحتمل فقال: "لم نتوصل إلى نتيجة بشأن ذلك القرض"، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل لكن يورى أوشاكوف، مساعد بوتين فقال: "إننا نتحدث هنا عن مبلغ ليس صغير".
وأكد وزير الزراعة الروسى نيكولاى فيودوروف، أن الجانبين ناقشا زيادة محتملة فى إمدادات الحبوب الروسية إلى مصر وهى أكبر مستورد للقمح فى العالم وأكبر مشترٍ للقمح الروسى.
وفى إشارة إلى غياب اتفاق وشيك قال فيودوروف: "إذا حصدت روسيا 95 مليون طن من الحبوب هذا العام فمن الممكن جدا أن هذا الطلب المصرى سيجرى تلبيته".
أما وكالة الأنباء الروسية فنقلت عن وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك، قوله، إن الجانب المصرى اقترح أيضا، أن تشارك روسيا فى تشييد محطة للطاقة النووية وفى تطوير مكامن لليورانيوم فى مصر.
وتقول مصر، أنها تريد بناءً أربع محطات نووية قبل 2025 لتضيف طاقة تصل إلى 4000 ميجاوات.
وكانت زيارة مرسى لموسكو التى لم تستمر سوى ساعات قليلة لها أثار كبيرة لدى الإعلام العالمى، حيث ذكرت وكالة رويترز عقب انتهاء المباحثات الثنائية أن الرئيس بوتين، أبدى اندهاشه من زيادة عدد السياح الروس الذين زاروا مصر فى العام الماضى بنسبة 35%، وأنه أكد على أن العلاقات السياسية بين روسيا ومصر تتكثف، مشيرا إلى أن التبادل التجارى بين البلدين ازداد ووصل إلى 3.5 مليار دولار على الرغم من الصعوبات فى الاقتصاد العالمى.
وأشار الرئيس الروسى إلى أن البلدين سيحتفلان العام الحالى بمناسبة مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة.
و أكد مرسى، أن اللقاء السابق الذى جمعه ببوتين فى جنوب أفريقيا كان له أثر إيجابى على زيادة الرغبة فى تقوية العلاقات بين مصر وروسيا، مشيرا إلى أنه يمكن رفع العلاقات إلى مستوى أعلى مما هى عليه الآن.
وقال مرسى، إن المسألة أكبر من مجرد زيادة حجم التبادل التجارى وعدد السياح، مضيفا أنه يمكن الحديث فى المجال السياسى عن وجود تحالف حقيقى، أما فى المجال الاقتصادى، فأشار إلى حاجة مصر لنقل المعرفة والتكنولوجيا وإيجاد نهضة إنتاجية، مشددا على أهمية دور روسيا فى هذا المجال.
ولم تخل مباحثات الرئيسان عن الحديث عن القضية السورية، حيث أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى ختام لقائه مع نظيره المصرى محمد مرسى، أن روسيا ومصر تدعوان أطراف النزاع فى سوريا إلى وقف إطلاق النار "فى أسرع وقت ممكن".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين، قوله فى ختام لقاء سوتشى مع مرسى، أن "روسيا ومصر مع وقف إطلاق النار فى سوريا فى أسرع وقت ممكن والبدء بمفاوضات سورية سورية".
وأضاف بوتين، أن البلدين يدعوان أيضا إلى "حل سياسى" للأزمة السورية "من دون تدخل خارجى".
خلال زيارته لروسيا.. مرسى يدعو لإقامة تحالف بين البلدين ..ويعود دون الحصول على قرض موسكو.. و"بوتين" يبدى اندهاشه من زيادة عدد السياح الروس لمصر العام الماضى بنسبة 35%..وسوريا تتصدر مباحثات الرئيسين
السبت، 20 أبريل 2013 04:04 ص