تساءلت مجلة (فورين بوليسى) الأسبوعية الأمريكية بشأن إمكانية أن تعيد تفجيرات ماراثون بوسطن إحياء جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية - الروسية.
ولفتت المجلة الأمريكية - فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى - إلى أن التقارير الأخيرة أفادت بأن الاثنين اللذين يشتبه فى تورطهما فى تفجير مدينة بوسطن هما شقيقان شيشانيان، من منطقة القوقاز، وهما جوهر تسارنايف (19 عاما) وتامرلان تسارنايف (26 عاما)، وقد حصلا على حق اللجوء السياسى فى الولايات المتحدة عام 2002 أو 2003، وأصبح تسارنايف مواطنا أمريكيا بالتجنس فى سبتمبر الماضى.
وأضافت "إلا أنه ليس هناك ما يدل على أن الأخوين تواجدا فى الشيشان خلال الحرب التى اندلعت فى المنطقة حتى عام 2002، وليس هناك شك فى أن حياتهم الأولى شوهها ذلك الصراع"، لافتة إلى أن خلفيتهما لا تفسر السبب فى تحولهما ضد أمريكا، البلد التى منحتهم الفرصة لتحقيق الحلم الأمريكى".
ورجحت المجلة، أن تكون تفجيرات ماراثون بوسطن انعكاسا بعيدا للحرب الشيشانية، وأن مرتكبى التفجيرات قد اختاروا هذه المرة أهدافا مختلفة، بمعنى أن هذه التفجيرات كانت موجهة إلى الحضارة الحديثة نفسها.
وأشارت إلى أنه برغم ضعف حدة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى، نظراً للاتهامات المتزايدة الموجهة إلى الحكومة الروسية من تصاعد حدة الاستبداد، إضافة إلى وضع واشنطن استراتيجيات خاصة بها للتعامل مع الإرهابيين والمتمردين فى العراق وأفغانستان، إلا أنه كانت هناك أمثلة على التعاون الناجح بين روسيا والغرب فى التصدى لخطر الإرهاب المتصاعد، إلا أن هذه الحالات كانت استثناء وليست قاعدة.
ورأت مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية، أن التعاون الدولى من شأنه أن يحقق الكثير، برغم من أن موسكو لم يكن فى يدها الكثير لتساعد به واشنطن لمنع تفجيرات بوسطن، لاسيما أن كلا المشتبه بهما غادرا روسيا قبل أكثر من عقد من الزمان، ومع ذلك، يمكن تعلم بعض الدروس من تجربة السنوات العديدة الماضية، واتخاذ إجراءات بشأنها.
ورصدت المجلة بعض هذه الدروس والتى من بينها التعامل بكل حزم مع الإرهاب دون النظر إلى الخلفية السياسة القادم منها، حيث لا يوجد أى مبرر لاستهداف المدنيين للضغط على الحكومات، إضافة إلى إحياء وتعزيز التعاون الدولى لمكافحة الإرهاب، من أجل المواطنين المدنيين الذين قد يكونون أهدافا من قبل الإرهابيين، وضمان سلامتهم من الاختلافات الأخرى بين الحكومات.
وقالت "إن إيلاء اهتمام وثيق إلى المشهد الإرهابى الحالى داخل الحرب الأهلية المستعرة فى سوريا، حيث هناك الكثير من المؤشرات على تحول سوريا لتصبح أفغانستان جديدا فى عملية صنع القرار هناك، وفى الوقت الذى بدء تنظيم القاعدة فى فرض سيطرته هناك، بات من السهولة أن يغير التنظيم أهدافه، فعلى سبيل المثال لن تظل جبهة النصرة تقاتل دائما ضد الرئيس السورى بشار الأسد".
وخلصت مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية - ختاما - إلى أن ما حدث فى بوسطن لن يمحيه الزمن بسهولة، إلا أننا لن نتمكن من التأكد بشأن ما إذا كانت هذه التفجيرات المروعة ستدفع بالولايات المتحدة نحو بدء تعاون دولى وثيق فى مجال مكافحة الإرهاب أم لا.
بوليسى: هل تعيد تفجيرات بوسطن إحياء جهود مكافحة الإرهاب؟
السبت، 20 أبريل 2013 02:02 م
تفجيرات بوسطن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة