أشرف الطهاوى يكتب: خدعوك فقالوا

السبت، 20 أبريل 2013 05:12 م
أشرف الطهاوى يكتب: خدعوك فقالوا صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنهض الأمم بشبابها، وتقيم حضاراتها بعقول أبنائها، وتستقر المجتمعات باحترام الشعوب للقوانين وانضباط السلوك الإنسانى داخل شوارع تلك المجتمعات، وننظر هنا وهناك فنجد على سبيل المثال المجتمع الصحراوى أوالبدوى يعيش أبنائه تحت مظلة احترام قانون القبيلة واتباع الخلق والسلوك الذى به يحافظ على تلك القبيلة.

وكذلك ننظر فى المجتمع النوبى فنجد كذلك نفس الشىء يحدث، ولا شك أن البناء ما أصعبه، وأن الهدم والتخريب ما أسهله من وسيلة. والحقيقة التى نعيشها الآن هى تخبط المفاهيم وانحرافها عن الصحيح من الأمر.

فكما أفتى بعض الصحابة رضوان الله عليهم بوجوب الاغتسال بالماء للرجل الجريح برأسه مما تسبب ذلك فى موته، فقال النبى الكريم قتلوه قاتلهم الله.

ومن هذا فالاغتسال صحيح ولكن حالة الرجل غيرت من الصحيح إلى باطل وكان يجب عليه التيمم فقط نظرا لحالته. وكذلك اليوم نعيش فى ميدان للحرية التى طالبنا بها وتمنيناها طويلا، ولكن مع حالة البلاد فى هذه الأوقات يجب تقنين هذه الحرية السياسية بالقدر الذى يمضى بالبلاد من المرحلة الانتقالية أو الحالة المرضية إلى حالة الاستشفاء والتعافى، وحينها يا مرحبا بالديمقراطية والحرية دون قيود. ليس هناك شىء مطلق أو مبدأ مطلق. كل ٌحسب وقته ومعطياته.

والشباب اليوم أصبحوا طاقة موجهة ومستغلة من قِبل القادة السياسيين، يتم توجيه قدراتهم إلى ما فيه مصلحة لهؤلاء. ويثبت ذلك من خلال المواقف والأحداث الكثيرة التى مرت بنا خلال الفترات الماضية بعد الثورة وحتى الآن، ونفقد بقدر كبير الكبير فى كل المجالات وفى كل المواقف وفى كل المناسبات، وأقصد بالكبير ذلك الشخص الذى يحترمه الصغير ويقوم الخلق المعوج والسلوك المنحرف عند هؤلاء الصغار الذين لديهم من الطاقات ما لا يمكن حسابها، فأين القيم التى تُبث إليهم، وأين النصح الذى يقومهم، وأين تربية الشباب التى تبنى الأمم، أمة بلا أخلاق هى جواد بلا فارس.

ونعيش داخل بلادنا الآن فى ممر مظلم ودائرة مغلقة، قوامُها المؤامرات وسبيلها لتحقيق تلك المؤمرات هؤلاء الشباب، ويفقد الشباب حاسة التفكر فى الأمور وتحليلها، ويذكرنا ذلك بنشر الدين بين الناس، فهو أيضا يواجه تجمد فى الفكر والمعتقدات وفقد فى حاسة التفكر فى الأمور وتحليلها ومرونة تغيير الفكر إذا ثبُت بطلانه وسوئه، فمن منا يفكر كيف تحدث الثورات العربية بهذا التسلسل فى توقيت متقارب فى بلدان وُصفت بالبلاد البوليسية، قد يكون ذلك قدر حميد من الله عز وجل وهذه نعمة، وقد يكون هناك تخطيط شيطانى من دول الغرب لحدوث الفوضى الخلاقة فى البلاد العربية والمنطقة كما بشرت بها وزيرة خارجية أمريكا سابقا.

والسؤال هل نظل مغمضين الأعين مساقين وراء رغبات الغرب وأتباعهم من الساسة السياسيين دون الوقوف والنظر إلى مصلحة بلادنا، هل نظل فى تخبط وفوضى دون وقف نزيف الدمار والخراب الممنهج لسقوط مصر، ألا نسأل أنفسنا أفقدنا الصبر حتى نعطى لمن يحكم الفرصة كاملة دون محاولة العرقلة ليحكم وينهض بمصرنا، أو ليفشل ويرحل ونختار غيره، حقيقة نود ذكرها أننا لو تركنا من يحكم يحكم، حتى ولو فشل فإننا لن نخسر أموالا ولا أنفس بقدر الذى نفعله الآن من عرقلة للحاكم، فما نخسره الآن هو فقد الأمن وسقوط اقتصادى وسقوط قتلى بأعداد غفيرة وسقوط الأخلاق ودمار وخراب لن يقدر أحد على إصلاحه، يا شباب الأمة المصرية اجعلوا من أنفسكم حكما على حاكمكم واتركوا له فترة رئاسته كاملة من أجل الإصلاح، واتركوا طموحات القادة السياسيين جانبا لهم، فقد ثبتت الأيام أنها عكس إصلاح البلاد، فهدفهم غير هدفكم، فأنتم تريدون مصر وهم يريدون المصالح الشخصية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة