مرض كرون يصيب الجهاز الهضمى

الثلاثاء، 02 أبريل 2013 10:07 ص
مرض كرون يصيب الجهاز الهضمى الجهاز الهضمى
كتبت أسماء مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشرح لنا دكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، أن مرض كرون (Crohn's disease) عبارة عن التهاب مزمن يصيب الجهاز الهضمى عامة، من الفم وحتى الفتحة الشرجية. هذا الالتهاب الحاد والمزمن الذى يتفشى فى جميع طبقات الجدار المعوى، غير متتابع، وإنما يتميز بوجود مناطق غير مصابة، سليمة وطبيعية، قد تتبدل بأخرى مصابة.

وإن سبب نشوء داء كرون غير معروف، حتى الآن. وعلى ما يبدو، هنالك خليط من الأسباب التى تتضافر، معا، لدى الإنسان المصاب - عوامل وراثية (طفرة جينية فى البروتين NOD - 2 فى الكروموسوم ١٦)، عوامل بيئية (تدخين، تلوثات عند الولادة) وجراثيم معوية. وثمة عامل خارجى معين يسبب إخلال التوازن فى الجهاز الهضمى، يتبعه الالتهاب المزمن. وذروة ظهور مرض كرون تكون، عادة، فى العقد الثالث من العمر.

ويقول دكتور أيمن إن هذا المرض يتميز بأربع صور مختلفة الطابع ومختلفة الأشكال، تظهر الصورة الالتهابية من داء كرون على شكل أوجاع فى الجانب السفلى الأيمن من البطن، مصحوبة باسهال، حمى وانخفاض فى الوزن. وتتميز الصورة الانسدادية بالاوجاع وانتفاخ البطن بعد الأكل، الإمساك، الغثيان، القىء وانخفاض الوزن. وتظهر صورة الانثقاب المغطى (المخفى) بأعراض مشابهة لتلك التى تميز التهاب الزائدة الدودية أو التهاب الرتج (Diverticulitis)، ولدى نشوء ناسور (Fistula) أو اتصال بين عروة معوية (Intestinal loop) مع عضو آخر (كيس البول او المسالك الجنسية) أو مع الجلد - فعندها يشكو المريض من الإفراز من الفتحة إلى الجلد، إلى المسالك البولية أو المسالك الجنسية، وقد تظهر أيضا علامات تلويث.

يشير الفحص المخبرى فى مثل هذه الحالة الى التهاب مزمن – تثقل (ترسب) الكريات الحمر بسرعة فائقة (فى فحص تثقل الكريات الحمر - esrerythrocyte sedimentation rate)، فقر دم أو نقص فى البروتينات.

وقد يشمل داء كرون، أيضا، أعضاء من خارج الأمعاء مثل: الجلد، المفاصل، العينين، حصى الكلى، حصى المرارة واضطرابات شتى فى الكبد. وعندئذ يزداد، كثيرا، خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة (سرطان القولون - Colon Cancer)، أو سرطان الأمعاء الدقيقة.
- الإسهال: الالتهاب الناجم عن داء كرون يحفز الخلايا الموجودة فى المناطق المصابة فى جدران الأمعاء على إفراز كمية كبيرة جدا من المياه والأملاح. وبما أنه ليس باستطاعة الأمعاء امتصاص فائض السوائل المتراكمة هذه بشكل كامل، يحدث الإسهال. كما تساهم التشنجات المعوية الحادة، هى أيضا، فى إنتاج براز لين جدا. وفى الحالات الأقل حدة، قد يكون البراز أكثر ليونة من المعتاد وبوتيرة أعلى من المعتاد. ولكن الأشخاص الذين يعانون من داء كرون بشكل حاد قد يعانون من ضرورة التغوط نحو 12 مرة يوميا، إلى درجة تأثير ذلك سلبيا على جودة النوم وعلى الفعاليات اليومية.

- أوجاع بطن وتشنجات: الالتهاب والجروح التى تنتج قد تتسبب بانتفاخ الجدار المعوى إلى درجة تكون الندوب فى مواضع وجودها. وقد يؤثر هذا سلبيا على حركة محتويات الامعاء، مما قد يسبب الآلام والتشنجات.

- يسبب داء كرون، فى درجته المتوسطة، بشكل عام، شعورا غير مريح، يتراوح بين الخفيف والمعتدل. وكلما كانت الحالة أكثر حدة، كانت الأوجاع أكثر شدة وقد تكون مصحوبة، أيضا، بالغثيان والقىء.

- دم فى البراز: الغذاء الذى يتحرك عبر الأمعاء قد يتسبب بنزف الدم من المناطق الملتهبة، أو قد يتسبب بنزف الأمعاء ذاتها. وفى مثل هذه الحالة، قد تظهر علامات الدم باللون الأحمر الفاتح على أطراف حوض المرحاض، أو باللون الأحمر القانى مع البراز. ولكن، قد يكون الدم أيضا، خفيا غير مرئى.

- قرحات: يبدأ مرض كرون بصورة جروح صغيرة ومتفرقة على سطح جدران الأمعاء. وفى نهاية الأمر، تتحول هذه الجروح إلى قرحات كبيرة تتغلغل عميقا، وفى بعض الأحيان تنفذ من جدران الأمعاء. وقد تظهر أيضا قروح فى الفم تشبه فى صورتها الفطريات الفموية (Oral Candidiasis).

- فقد شهية وفقدان وزن: أوجاع البطن، التشنجات والالتهاب فى جدار الأمعاء قد تؤثر على وضع الشهية وعلى قدرة الهضم وامتصاص الغذاء.

- نواسير وخراج: الالتهاب المترتب عن داء كرون قد ينتقل عبر جدار الأمعاء إلى داخل أعضاء داخلية أخرى، مثل المثانة أو عنق الرحم، فتصل (تربط) فيما بينها، وهذا الاتصال يسمى ناسور (Fistula). هذا الأمر قد يؤدى أيضا إلى تكوين خراج (Abscess)، وهو جرح منتفخ ملىء بالقيح (Pus). ويمكن أن ينفذ الناسور، أيضا، عبر الجلد. تنتشر هذه النواسير بشكل خاص فى منطقة الفتحة الشرجية وعندها يسمى ناسور العجان (Perineum Fistula).

وإضافة إلى ذلك يؤكد دكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية أنه قد يعانى المصابون بمرض كرون بدرجة متقدمة من الحمى والتعب ومن مشاكل أخرى لا علاقة لها، بالضرورة، بالجهاز الهضمى، كالتهاب المفاصل، التهاب العينين، مشاكل فى الجلد والتهاب فى الكبد أو فى القنيات الصفراوية (التهاب الاقنية الصفراوية - Cholangitis). أما الأطفال المصابون بمرض كرون بدرجة متقدمة فقد يعانون من تأخر فى النمو ومعيقات فى التطور الجنسى.

ويختلف مسار داء كرون من شخص لآخر. وقد تكون هنالك فترات طويلة خالية من اية اعراض، او فترات اخرى متكررة من الام البطن والاسهال التى قد يصاحبها، فى بعض الأحيان، حمى او نزف.

علاج مرض كرون
من المتبع البدء بالعلاج عندما يكون مرض كرون لا يزال فى درجة بين خفيفة وحتى متوسطة بمستحضرات ASA - 5 التى يتم تناولها فمويا (عن طريق الفم) بجرعة ٤ غرامات يوميا. وفى حال استجابة جسم المريض بصورة جيدة، يجب الاستمرار بالمعالجة الصائنـة (Maintenance treatment) للحفاظ على الوضع مستتبا، بالجرعة نفسها. اما فى حال فشل هذا العلاج، فينبغى الانتقال، فورا، إلى العلاج بالستيرويدات (Steroids).

وأخيرا يرى دكتور أيمن أبو العلا أن علاج مرض كرون بالستيرويدات ممكن عن طريق الفم، أو عن طريق الوريد، تبعا لخطورة المرض. وعلى ضوء التأثيرات الجانبية العديدة للبريدنيزون (Prednisone) والستيرويدات الأخرى، لا تزال الابحاث متواصلة لتطوير ستيرويد ذى تأثيرات جانبية أقل. البودزونايد (Budesonide) هو ستيرويد تخليقى (Synthetic). وقد أظهرت ثلاثة أبحاث متعددة المراكز الكبيرة، أن لدوائى بودزونايد (٩ ملغم لليوم) وبريدنيزون (٤٠ ملغم يوميا، بجرعة متناقصة) فاعلية (نجاعة) متساوية فى معالجة مرض كرون، ولكن مع تأثيرات جانبية أقل. وحين تفشل الستيرويدات فى علاج داء كرون، أو عندما تبدأ مرحلة تعلق المريض بها، يتم الانتقال إلى العلاج بأدوية معادلة للفاعلية المناعية MP - 6 (بورينتول - Puri - Nethol)، أو ازاثيوبرين (Azathioprine) (ايموران - Imuran). وتصل نسبة الحث على هدأة المرض (Induction ofremission) الى نحو ٧٥٪ خلال ٣ أشهر. وعلاوة على نجاحها فى العلاج الأولى، تبقى الأدوية ناجحة أيضا فى الحد من جرعة الستيرويد، كما فى إغلاق النواسير والمحافظة على هدأة المرض.

كذلك، فقد ثبت تأثير ونجاعة المضادات الحيوية (Antibiotics) فى معالجة مرض كرون، دون ادنى شك. فقد ثبتت نجاعة مترونيدازول - Metronidazole (فلاجيل - Flagyl) فى معالجة الإصابات حول الفتحة الشرجية، فى مرض كرون فى الأمعاء الغليظة وفى المحافظة على الهدأة بعد العملية الجراحية. الجرعة المتبعة منه هى ٢٠ ملغم/ كغم، يوميا. هذه الكمية غير محتملة فى أوساط عدد غير قليل من المصابين، جراء الغثيان والطعم المعدنى فى الفم، مما يصعب العلاج بهذا الدواء الناجع. كما ثبتت أيضا نجاعة المضادات الحيوية من نوع سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) عندما يكون المرض فعالا وفى معالجة الجروح حول الفتحة الشرجية.

معظم التجارب التى تبحث فى تأثير وفاعلية الأدوية الجديدة الضابطة للجهاز المناعى تم إجراؤها واختبارها على مرض كرون. هذه التجارب هى تلك التى تم فيها اختبار الأدوية التى تحوى معدلات التهاب واقية (I L - 10) أو تلك المضادة لمعادلات الالتهاب (anti - TNF). وتجتذب مركز الاهتمام فى السنوات الأخيرة سلسلة منشورات توثق النجاح العلاجى الذى حققه الضد أحادى النسيلة الخـيمـرى (Chimeric monoclonal antibody) المضاد لعامل نخر الورم (Tumor necrosis factor - TNF). وللمضاد لعامل نخر الورم (TNF) تاثيرات بيولوجية يمكن أن تكون لها أهمية فائقة جدا فى معالجة أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل إفراز المعدلات، تجنيد خلايا الالتهاب، تفعيل جهاز التخثر ودور فى إنتاج الأورام الحبيبية (Granulomas). التجارب مزدوجة التعمية والخاضعة للمراقبة تدل على نجاعة الضد أحادى النسيلة للـ TNF المعطى مرة واحدة وريديا (٥ ملغم/كغم) أو بإعطاء ٣ حقن خلال عدة أسابيع. وقد يحقق العلاج هدأة لدى المصابين بمرض كرون من النوع المقاوم للعلاج بالستيرويد.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Balala727@gmail.com

شرخ شرجي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة