سامح فرج يكتب: دعوة إلى التغيير الحقيقى

نحن الآن نعيش فترة هامة جداً من التغيير الذى يشمل التغيير السياسى والاقتصادى والاجتماعى والمهنى وكل جوانب المجتمع الذى نعيش فيه، لذلك أناشد كل مواطن مصرى يشهد هذا التغيير بأمر هام جداً ألا وهو حقيقة التغيير فكثيراً ما حدث تغيير ولم يكتمل أو لم يدم أثره طويلاً، وبهذا لا تتحقق النتيجة المرجوة من هذا التغيير، وذلك لأن التغيير يشمل كل الجوانب الخارجية ولم يصب الجوانب الداخلية والتى هى أساس التغيير الحقيقى، فقد قال الله سبحانه وتعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وبناءً على ذلك لن يحدث التغيير الحقيقى لبلدنا ما لم نغير ما بأنفسنا وما بداخل كل واحدٍ منا، ولنا هنا وقفة هامة وهى أنه على كل واحدٍ منا أن ينظر بداخله ويسأل نفسه: "هل ما بداخلى يحقق التغيير الخارجى أم لا؟".

ومن هنا أقول لك أخى المواطن المصرى الأصيل هيا بنا نحرك الأمور من محركها الأساسى، وهيا بنا نصلح ذواتنا وأنفسنا، ونعمل جاهدين على إصلاح الآخرين من حولنا من خلال النصيحة أو بأى شكل يصلح لذلك وعلينا جميعاً أن نبدأ التغيير الذاتى ونتعلم كيف نفعل ذلك وببساطة شديدة، فالتغيير الذاتى هو إصلاح كل جوانب الشخصية الإنسانية والدينية والثقافية والإجتماعية والفكرية وكل ما يكوِّن أنفسنا، وقد أثبتت هذه الأيام مدى روعة الإنسان المصرى من بين شباب ورجال ونساء وشيوخ وحتى الأطفال فقد أثبت الجميع مدى انتمائه لبلده وأرضه ولهذا فلنكمل هذا الإبداع بالاهتمام بتنمية أفكارنا وثقافتنا وصحتنا والتقرب من الله – عز وجل- ليهبنا كل ذلك ولنقرأ ولنتعلم الكثير من الأمور فى شتى المجالات ولنصلح قلوبنا وأخلاقنا حتى يكتمل التغيير ونصل إلى التغيير الحقيقى ولنساهم فى إنشاء الجيل القادم وكل الأجيال من بعدنا، لأنهم هم من سيرفع علم مصر من بعدنا وسيحمل الأمانة والرسالة على أكتافه ليظل التغيير ونتائجه مستمرة ولا تفارق أرض بلادنا العريقة، فلو أننا قمنا بكل ما ينبغى لتطوير بلدنا ولم نأخذ فى الاعتبار الأجيال المستقبلية فهذا يعنى أن كل ما فعلناه سيصبح هباءً منثوراً ويضيع فى رياح الزمن.

وفى النهاية أتقدم بخالص العزاء لكل أهالى الشهداء الذين ستظل أسمائهم وأفعالهم محفورة فى قلوبنا، وأذكِّر نفسى وإياكم بقول الله عز وجل: "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وأدعو الله أن يحفظ بلادنا ويديم عليها الخير.