طبعاً كلنا عارفين الإجابة..
إمبارح زى أى ست مصرية أصيلة كنت واقفة فى البلكونة بــانشر الغسيل.. وكانت عربية النضافة معدية بتنضف الشارع.. جه عامل النضافة علشان ينضف تحت بيتنا لقى زبالة كتير وده مش لأنى بارمى زبالة تحت البيت ــ بالعكس ــ إحنا متعودين عندنا فى البيت إن أى حد نازل ياخد معه أكياس الزبالة ولازم يرميها فى الصندوق الكبير اللى على أول الشارع.
الزبالة الموجودة تحت البيت دى كانت بسبب البنات والأولاد الحلوين طلبة الثانوى اللى بياخدوا درس فى البيت اللى جنبنا.. عاملين سلم البيت عندنا استراحة قبل الدرس ــ وماله أهلا وسهلاً على راسنا ـ المشكلة مش فى كدة المشكلة فى كمية الزبالة الى بيرموها وهما وافقين ينتظروا الدرس..
أكياس شيبسى (ما يضرش) أغلفة بسكويت (مش مشكلة) مناديل ورق (وماله)..
وكلمناهم أكتر من مرة ومفيش فايدة.. أنا مش عارفة البنت أو الولد من دول يقدر يرمى كيس فاضى على الأرض فى أوضته ولو عملها مرة أكيد والدته أو والده نبهوه إن كده ما ينفعش.. ولا هو شاف حد عنده فى البيت بيعمل كده فبقى الموضوع بالنسبة ليه مش أزمة؟.
طيب ما قراش مرة فى كتاب فى المدرسة ولا على يافطة فى الشارع حافظوا على نضافة شارعكم ولا قريتكم ولا مدينتكم؟..
إنتى يا كتكوته وأنت ياكتكوت مش ها تتعبوا خالص لو حطيتوا الكيس الفاضى فى جيبك أو شنطِتِك لحد ما تلاقى صندوق قمامة وانتِ أو أنت ماشيين فى الشارع.
ولا يا سيدى ولا يا ستى سيبوه معاكم لحد ما تروحوا البيت وارموه فى السلة.
كل ده كوم ورد فعل عامل النضافة كوم تانى الرجل وقف شوية كدة واتأمل كمية الزبالة وكأنه بيقول "هو أنا مكتوب عليا البيت ده كل يوم "وأكيد كان بيلعن فى سكانه لأنه ما يعرفش الحقيقة.
الراجل صُعب علىَّ هو ده مش بنى آدم زينا يا جماعة ولا إيه؟
المشكلة الأكبر بقى هيا أدوات النضافة اللى بينضف بيها كانت أدوات بدائية جداً (مقطف ولا مؤاخذة) من الجلد فيه ييجى عشرة خمستاشر قطع ـ يعنى إللى بيحطه من هنا بينزل من الناحية التانية.. زى عربية الزبالة اللى ماشية معاهم بالضبط.. مليانة زبالة لحد آخرها واللى بيحطوه من فوق بيقع من تحت ــ وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ــ وكمان حتة (أبلكاش) يلم بيها.. وواحد تانى معاه مقشة بتوسخ أكتر ما بتضف ومطلوب منهم إنهم بـ الأدوات البدائية دى يخلوا الشارع زى الفل..
سرحت بخيالى وافتكرت إن حال عامل النضافة فى بلدنا زى حال موظفين كتير مطلوب منهم إنهم ينجزوا أعمالهم على أكمل وجه بأى حاجة موجودة والسلام.
مثلاً: عامل المزلقان اللى قاعد فى مكان غير آدمى لفترة ممكن تتجاوز ست ساعات بدون حمام وعنده تليفون بيشتغل (بالمنفلة) زى تليفون العمدة يوم ما يحب يشغله يطَلَّع ميه أو يطلع منه (شمهورش).. وفى وسط كل ده مطلوب منه إنه يؤدى عمله بدون أى أخطاء ولما يحصل الخطأ القاتل هو اللى يلبس لوحده.
أو الدكتور اللى فى مستشفى حكومى لو جاله عيل راسه مفتوحة وما عندوش شاش ولا قطن ولا خيط.. المفروض إنه يتصرف ويبعت يجيب قطن وخيط وإبرة من عند (المنجد) اللى جنب المستشفى ويخلص نفسه المهم إنه يقوم بواجبه الإنسانى تحت أى ظرف.. ولو الحالة متأخرة قوى هايعمل إيه؟ هايسيب المريض يموت والموت علينا حق.. وهو ده الحق الوحيد اللى بناخده فى البلد دى.. ويا ريت بكرامة؟ حتى المثل خلاه (علينا) حق مش (لينا)!!!
ولو كل دول وغيرهم ما اتصرفوش يبقوا غلطانين، لأن البلد دى أكلتنا من خيرها وشربتنا من نيلها وعلمتنا نغنيلها وأكتر حاجة علمتهالنا فى مدارسها إن الشاطرة تغزل بإيه؟ بــ رجل حمار.
والله العظيم الحمار مظلوم فى عيشيتنا..
تتصبحوا بالخير
رباب محمد عبد الوهاب تكتب: والشاطرة تغزل بإيه؟
الثلاثاء، 02 أبريل 2013 03:31 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة