عجيب أمر هؤلاء القوم، وكأنهم يستكثرون الفرحة على الشعب المصرى، ويجتهدون كل الاجتهاد فى البحث عن وسائل التنغيص والتكدير، والتى تجعل المصريين يتمنون الذل والعبودية على الحرية والكرامة.
كلما حانت لحظة سعادة، ودنت ثمرة من القطف إذا بهم يحولونها إلى مرارة، وإلى شوك وألم.
إن المصريين يتحسسون الفرحة المفقودة فى أى حدث يبدل حالة الكآبة والحزن المخيم على الوجوه.
وجاء انتصار منتخب الشباب المصرى، ووصوله لكأس العالم فى تركيا، وتحقيقه للكأس الأفريقية بسمة ارتسمت على الوجوه، ومؤشرا على أمل التعافى لهذا الوطن فى بقية المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
ولكن هناك متخصصين فى تصدير الكآبة والغم، فكيف يفرح الشعب، أو يحقق شيئا، حتى ولو فى مجال الرياضة؟
إنهم يخافون أن ينسب ذلك إلى الدكتور مرسى وحكومته، وهم حريصون على التشويه لكل شىء.
فهم يسيرون على سنة النظام الفاسد البائد الذى كان يكره أن يفرح المصريون.
فإذا استبشر الناس خيرا بأمر ما، سارع رأس النظام وإعلامه إلى إظلام الحاضر والمستقبل، والآن مازال هناك ذيول وأتباع لهذه المدرسة الكئيبة، يتألمون عندما يجدون الناس سعداء، ويبحثون عن كل ما ينغص عليهم حياتهم، فالثورة كما يرون لم تحقق شيئا، فلماذا نفرح؟.
لماذا يحاول البعض قتل الأمل فى نفوس الشعب، وزرع اليأس والإحباط بين الناس، والنظر إلى كل إنجاز على أنه لا يستحق، بالتأكيد هناك قضايا تأخر الإنجاز فيها، وأخرى تسير فى طريق الإنجاز، لكن هناك أهدافا مهمة تحققت، وأصبحنا نسير فى طريق واضح المعالم.
هناك أيضا من يحاول التشويش وإثارة الغبار على هذه اللحظات التاريخية الجميلة التى نرى فيها المصريون يتحدون الظروف القاسية ويبدعون، عندها تجد العيون العمى والآذان الصم والقلوب الغلف، فلا إعلامى يهلل، ولا سياسى يغرد، بل التجاهل واللامبالاة، والهدف كما قلت هو قتل الأمل فى نفوسنا، وزرع اليأس فى قلوبنا من المستقبل.
لقد شهدت الفترة الماضية محاولات خبيثة لزرع الفتنة وإشاعة الفوضى وزيادة الاحتقان وإرباك الدولة، تقودها حركات وتيارات وشخصيات ورموز مصنوعة، وفضائيات وبعض أجهزة إعلام فاجرة، لإفساد المشهد السياسى الحالى، والعمل على إهدار مؤسسات الدولة، لإدخال الوطن من جديد فى دوامة الفوضى واليأس.
هذه الحركات والتيارات والشخصيات المصنوعة والمزيفة، التى أعتقد أنها فقدت مستقبلها السياسى إلى الأبد، فشلت فى إقناع الناس بشعاراتها وأهدافها وراءها، واكتشفت صعوبة بل استحالة بقائها فى الميدان السياسى الحقيقى، وكيف أن المناخ الديمقراطى والحرية، التى بدأ الشعب ينعم بها، سوف تقضى على طموحاتهم، فحاولت النيل من الوطنيين الشرفاء، وتجريح المخلصين الأبرياء، وتشويه الجنود الأوفياء، لكن الشعب المصرى الواعى يدرك الحقيقة.
بعد اتجاه الكثير من الرموز إلى أحضان دول البترول، أقصد هروبهم!!
ولابد للشعب اليوم أن يتساءل: ما هو هدف تلك التيارات والحركات والمنظمات، التى تتحرك فى الساحة السياسية حاليا؟ أنا لا أتحدث عن الماضى، فهذا له قدره وقيمته لمن تحرك لمصلحة الوطن، لكنى أتحدث عن الحاضر والمستقبل .. إن كانت هذه حركات سياسية، فالباب مفتوح أمامها لإنشاء أحزاب سياسية تخضع للقانون وتقدم للناس برامجها وتخوض الانتخابات أما أن تترك هكذا دون محاسبة فهذا مرفوض.
مطلوب من مؤسسة الرئاسة والحكومة وبسرعة أن تواجه حالة الفوضى التى نعيش فيها الآن، من خلال تفعيل القانون وحفظ الأمن، وعدم سماح أجهزة الشرطة بأى تجاوز للقانون، حتى يشعر الناس بأن مصر دولة لها كيان يجب احترامه.
ومطلوب من الشعب أن يكون أكثر يقظة فى مواجهة ما يحاك لنا من مؤامرات.
د.أحمد زكريا يكتب: منتخب الشباب والفرحة المفقودة!
الثلاثاء، 02 أبريل 2013 04:45 م