شهدت مكتبة الإسكندرية أمس الأول الأحد، حفل توقيع رواية "سفر أورشليم" للكاتبة الدكتورة شيماء الشريف، حيث علقت الكاتبة على فصول الكتاب بإيجاز وتحدثت عن الفكرة العامة للكتاب وما يهدف له.
بدأت الكاتبة بالحديث عن المقدمة التى جعلت فيها أورشليم تتحدث عن نفسها لأول مرة وتخيلتها تعرّف نفسها بعدة أسماء لها أبعاد تاريخية، أو أوصاف عرفها القراء عنها فى قصائد غنائية، وقالت إنها مدينة السلام التى لم تعرف أبداَ السلام.
وأضافت أن أورشليم قررت التمرد لكى تصنع على أرضها سلاما حقيقيا لتحقق ما فشل فيه البشر، وأنها ستمنح نفسها لأهل سلام حقيقيين، وأنها ستبدأ تاريخها الجديد برجل وامرأة اسمهما: أقمر وقمر.
ويبدأ الفصل الأول من الباب الأول بالشخصيتين كزوجين متحابين ليس لهما ماضٍ، وينجبا التوأم شمس ونجم.
وأوضحت أن أورشليم ابتكرت طريقة لصنع سلام حقيقى من وجهة نظرها وهى أن تجعل كل من عليها متحابين وأن تجعل التشابه هو السائد وأن تقضى على الخلاف والاختلاف.
وتقول الكاتبة إن أورشليم لم تنجح أبداً بهذه الطريقة فى تحقيق سلام حقيقى حيث إن الله قد خلق البشر مختلفين وخلق التنوع فى كل شيء فى الكون.
وأشارت إلى أن قمر المرأة هى التى رفضت ذلك وتمردت على العبودية المقنعة التى تفرضها أورشليم حيث إنها أصل الحياة والحياة مليئة بالتنوع والاختلاف، ولكن أقمر كان أكثر خضوعاً للواقع.
وأضافت أن قمر لم تكن تريد لأورشليم أن تتأله، ولكن أورشليم أرادت أن تتأله وأرادت أن تفرض ما تريده هى فقط على قمر وأقمر وبالتالى على أولادهما.
وعاقبت أورشليم قمر على تمردها بقتل ابنتها شمس، وكأنها قد أصابتها العدوى ممن سكنوها فقد أصبحت هى أيضاً عدوانية، فهى لا تريد لأحد أن يختلف معها، ولكن قمر لم تخف ولكنها ازدادت إصراراً على أنها على صواب، وقررت أن تهرب من المدينة ولكن أورشليم شعرت بها ولم تمكنها من الهرب، وعلى الرغم من ذلك، تنجح قمر فى إخراج ابنها نجم من المدينة قائلة له: "انطلق إلى الحرية يا نجم ولا تسمح لأحد أن يسلبها منك أبداً".
وقالت الكاتبة إن هذه هى العبارة المفتاح فى الرواية وأنها كررتها بعد ذلك فى نهاية الرواية، وسردت كيف قتلت أورشليم قمر وأقمر، وكيف تاه نجم فى الصحراء إلى أن يقابل يوسف صانع الحلي.
وأوضحت أن اختيار اسم يوسف كان عن عمد حيث إن الثلاث ديانات السماوية تسمى هذا الاسم وأن القراء لن يعرفوا ديانته إلى آخر الرواية.. وعندما كبر نجم أراد العودة إلى المدينة التى تربى فيها ولكن أبوابها لفظته.. وعرف بعد ذلك أن أورشليم قد اختفت.
وفى بداية الباب الثانى تتحدث أورشليم للمرة الثانية عن نفسها قائلة إنها أبادت كل من عليها حيث إن الناس تتنازع على أرضها فتقرر أن تصبح روحا تتوق فى نفوس البشر لتحقق السلام.. وبعد مرور مائة عام، تظهر بطلة الرواية درة، حيث أوضحت الكاتبة أنها الشخصية المفضلة لديها حيث أرادت بها أن تنتصر هيباتيا؛ وهى عالمة سكندرية فى الرياضيات والفلسفة، عاشت فى العصر الرومانى ومطلع العصر المسيحي، وتم سحلها وقتلها حية لرفضها اعتناق المسيحية وترك الوثنية.
وقالت إن درة خلال الرواية تواجه إراقة الدماء بالفكر الذى يعيش مهما طال الزمن.. وتبدأ درة مشروعاً تنموياً فى أورشليم وتنجح فى صنع سلام يستمر لمدة 25 عاماً.. وللأسف، تبدأ الحرب فيها من جديد بسبب حادثة حب حيث يتزوج قريب درة فتاة ليست على عقيدته وينجبان "نجم" الآخر الذى يمثل أورشليم الجديدة.. ولكن درة تموت قبل بدء الحرب وكأنها تريد ألا تشهد أنهار الدماء التى ستسيل فى مدينة صنعتها من أجل السلام.
وقالت إن نجم الآخر بعد موت أبيه وأمه فى المدينة لم يتبقى له سوى خادمة تربيه على عقيدته وتُعلمه بعائلته بعد هربهما من المدينة.. وبعد أربعين عاماً يريد نجم إحياء المدينة مرة أخرى، وتمنعه أمه التى ربته ولكنه يصر، فتقول له "انطلق إلى الحرية يا نجم ولا تسمح لأحد أن يسلبها منك أبداً".. وشددت على أن أهمية العبارة تكمن فى ذكر الحرية التى من أسسها أن نكون مختلفين، وأننا إذا تشابهنا فإننا عبيد نساق كيفما يريد لنا من يستعبدنا، ولكن إذا اختلفنا وعبرنا عن اختلافنا وتقبلنا بعضنا البعض فإننا أحرار.
وقالت إن خلاصة كتابها تكمن فى أن سنة الحياة هى التنوع والاختلاف وأن نكون مختلفين عن بعضنا البعض ونتقبل ذلك.