فى حوار هو الأول من نوعه، وصف صاحب السمو الملكى السعودي، الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، ما حدث فى دول الربيع العربى من ثورات، بأنه "الدمار العربي" وهذه ثورات بالمؤلمة، منتقدًا تلك الثورات.
وأضاف الأمير الوليد، خلال حوار خاص لقناة روتانا خليجية، أن الانقلابات فى دول الربيع العربى دقت ناقوس الخطر لبعض الزعماء العرب بضرورة الاستجابة لمطالب التغيير.
وقال إن تجربة مصر وتونس لا يمكن تطبيقها فى الخليج، وحكوماتنا الخليجية ليست مثل حكومات هاتين الدولتين، فلدينا حكم عادل، مشيرًا إلى أن الثورات قامت، لكننا لم نر حتى الآن نتيجة لها، ولم يعد هناك أمن فى مصر ولا تونس ولا اليمن.
وعن مشروع توشكى وسببه فى توتر العلاقات مع القاهرة، أكد الأمير أن مشروع توشكى كان مرتبطا بمبارك، ولما قامت الثورة تحول المشروع لكبش فداء، مؤكدًا أن هذه الأزمة لا تقلل أبدا من اهتماماته بمصر، مضيفًا "نفتخر أن نكون مشاركين فى النقلة الديموغرافية فى مصر، ومصر ستظل فى القلب".
وكشف صاحب السمو الملكى السعودي، الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، أنه سيقاضى "فوربس" لأنها اتهمته اتهامات باطلة، قائًلا: "أخذنا على عاتقنا الدفاع عن السمعة الاقتصادية للسعودية، وسوف أواجه اتهامات فوربس بالقوة وبالقانون".
كانت "مجلة فوربس" قد شككت فى أن الأمير الوليد يتلاعب فى سعر الأسهم التى يمتلكها.
وأضاف صاحب السمو الملكي، أن والده ساعده فى بداية حياته بمبلغ 30 ألف دولار وبدأ بها حياته الاقتصادية، نافيًا حصوله على أى امتيازات أو تسهيلات حكومية كونه أميراً، قائلاً: "لم أحصل على أى تسهيلات حكومية أو امتيازات، وأخذت قروضا من سيتى بنك وكدت أفلس مرتين لولا مساعدة الأمير طلال".
وأكد الأمير أهمية دعوة المستثمر الأجنبى للدخول فى سوق الأسهم السعودية، موضحًا أن نسبة السعوديين فى شركة المملكة القابضة تبلغ 85% ولدينا قياديون ماسكون زمام الأمور بقوة وحزم.
كما نفى بشدة الاتهامات التى طالته بأنه المتسبب فى انهيار سوق الأسهم السعودية فى عام 2006، قائًلا: "أعوذ بالله كيف يتهموننى بالتسبب فى انهيار السوق فى 2006 وقد كنت أكبر ضحية له؟، وعندما ضخينا أموالا إضافية فى 2006 كانت السوق منخفضة وأسهمنا فى زيادة أرباح مساهمينا وقتها".
وتابع "حذرنا من انهيار سوق الأسهم السعودية عام 2006، وساعدنا الدولة على معالجة الموقف، وتحملنا مسئولية أنفسنا"، مضيفًا "أنا بالنهاية مواطن سعودي، أنسى الإمارة والأعمال، وإذا كان الملك يقول إنه خادم للشعب فكيف نقول نحن غير هذا؟"
وأكد الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، صاحب السمو الملكى السعودي، أن والده الأمير بن طلال زرع فيه وأخوته حب الاعتماد على النفس، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر لأنه أتيحت له الفرصة لتحقيق طموحاته التى ترتكز على تغيير بلاده.
وأضاف صاحب السمو الملكى الأمير الوليد بن طلال، أنه تربى وترعرع فى مدينة الرياض بالسعودية، مشيرًا إلى أن علاقته بالصحراء أزلية منذ الصغر، مضيفًا "والدى علمنى محبة البر، والنقاش مع أهل البادية ومخالطتهم".
وقال الأمير إن كل حياته مرتكزة على الدين الإسلامي، حتى مواعيدى لا يمكن أن تكون أثناء الصلاة، مضيفًا "أنا إنسان أعتز بديني، وفى نفس الوقت منفتح"، وقال: "لقد تعلمت النظام عندما دخلت الكلية العسكرية، وقدّرت بعدها حكمة والدى عندما قرر إلحاقى بها، فقد تعلمت النظام".
وأشار إلى أن الإسلام أخذ جزئية من الرأسمالية، مضيفًا "أعمل وأجتهد، وأخذ جزءا من الاشتراكية وهو الزكاة، فأنا أؤدى الزكاة من أول يوم والحمد لله، وما كنت لأنجح لو لم أزكِ 100% وأغلب زكاة أموالى تذهب للجمعيات الخيرية".
واستطرد "دبي" مثال ناجح لمدينة على شكل دولة، ونجحت لأنها تدار كشركة، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية "قارة" ومن الصعب أن تدار كشركة مثل دبي.
وقال إن الصين فرصة استثمارية عالية، واستثماراتنا بها ناجحة جدا وفى صالح المساهمين بشركة المملكة القابضة، لافتًا إلي أن الأزمة السياسية فى أمريكا سياسية أكثر من كونها اقتصادية بوقف الجمهوريين بالمرصاد أمام سياسات أوباما الاقتصادية.
وأشار إلى أنه فخور بصداقته لـ"ستيف جوبز وبيل جيتس"، فهما رواد الثورة التكنولوجية، مؤكدًا أهمية الصناديق السيادية، وقال إنها رافد مهم جدا للدخل القومي، وأطالب الدولة بها، لافتًا إلي أن اعتماد المملكة على البترول خطأ وخطر.
وعن أهمية الإعلام فى الوقت الراهن أكد سمو الأمير أن دراساتنا أثبتت أن قناة الجزيرة قناة الشارع العربي، بينما "العربية" قناة الزعماء والحكومات، وقال إن قناة "العرب" أتت للجمع بينهما، وقال إنها ستنطلق قبل عام 2014، مضيفًا "أحترم قناتي الجزيرة والعربية وسننافسهما منافسة شريفة.
وقال إن قناة "فوكس" كان لديها توجهات ضد الإسلام، وكانت شراكتى مع "مردوخ" طريقا للتأثير على هذا التوجه، ولعلكم تلحظون التغيير.
الأمير الوليد بن طلال: الثورات العربية "دمار وليست ربيعًا".. ومشروع توشكى تحول لكبش فداء ومصر ستظل فى القلب.. واعتز بدينى وفى نفس الوقت منفتح.. وقناة الجزيرة قناة الشارع العربى
الثلاثاء، 02 أبريل 2013 11:33 م