هذه القصة ليست من وحى الخيال أو قرأتها فى رواية خيالية أو شاهدتها فى فيلم درامى وإنما حدثت هذه القصة بجوار قريتى التى كنت أقطن فيها منذ زمن.. نشبت خلافات بسبب تافه لا أذكر السبب هو أطفال صغيرة أو السبب هى حدود الأرض بينهم.
ونشبت المعركة وشب الحريق وحدثت الفتنة بين الجيران وبعضهم، وراح ضحية هذه الخلافات رجل بسيط، قتل عن طريق رصاصة غدر من جاره الذى أعمى الغضب بصره وبصيرته ولم يدرك العواقب الوخيمة التى ستحل بأسرة المقتول بالكامل.. حيث ابنه سيعيش أبد الدهر بلا أب، وزوجة ترملت قبل الأوان كتب عليها أن تقوم هى برعاية الأسرة.
إلا أن المرأة بجهلها ربت الأولاد على كره عمهم، لأنه لم يأخذ بالثأر وربت الابن الكبير على أن تيقظه كل صباح لتطلعه على الرجل الذى قتل أبيه ووضعهم فى سجن اليتم ودمر بيتهم.
القصاص.. القصاص كانت تهمس فى أذنيه بهذه الكلمة كل دقيقة وتربى الآخر على أن يأخذ بالثأر لأبيه ولأسرته وعندما كبر أول شىء فعلها اشترى سلاحاً وفى الوقت المحدد خرج بلا عودة متلثما منتظرا قاتل أبيه فى سكة مقطوعة وحينما رآه أفرغ تسع رصاصات فى قلبه، ثم قام بتسليم نفسه، وفقدت المرأة الرجل والابن فى آن واحد.
وبالنظر إلى حال مصر الآن هى أشبه بقصة الثأر والقصاص.. الإخوان المسلمين يريدون القصاص من النظام السابق مما يؤثر على دولة تريد أن تسير إلى الأمام لا الخلف، والمعارضة خرجت من لعبة الكراسى ولم تحصد أى منصب سياسى، وبالتالى المعارضة الآن على نظام " فيها لخفيها " مما يسوغ لنا الشك فى كل مؤسسات الدولة سواء أكانت مؤسسة الرئاسة آو المعارضة.
السياسة ليست معارضة دائما وليست أيضاً تأييد دائم المعارضة الدائمة وعلى أى شىء فهى بغرض منصب سياسى أو بغرض لفت الانتباه وجذب الأنظار مثله مثل من يؤيدون تأييد أعمى لكل قرارات مؤسسة الرئاسة ولم اقصد تيارا بعينه ولكن الخليط الممزوج على الساحة أدى إلى وجود من لا يفقهون شيئا عن السياسة ومن لا يستطيعون إدارة بيوتهم.. من يبكون لسماع آية ومقتل شاب لا يحرك مشاعرهم لا أرى فيهم الدين وإنما أشم رائحة نتنة رائحة الشهرة وحب النفس والطمع فى كرسى ومكانة رفيعة والظهور على شاشات الفضائيات وفتواهم تتصدر الصحف.
وما أتعجب له هو غض الترف عن حكومة لا تقوم بالمهام التى وكلت إليها، غير مؤهلة لإدارة البلاد، وعدم اتخاذ قرارات بتغيير الحكومة أو الاستعانة بالمعارضة ليتحقق التوازن بين التيارات الموجودة على الساحة ويهدأ الشارع.
ولو نظرنا إلى الوراء قليلا لو جدنا أن أثناء الثورة اجتمعت كل الأحزاب وكل التيارات أصبحت يد واحدة وبعد الثورة تفككت الأحزاب واشتعلت النار وصرنا مختلفين بقسوة ونغالى فى اختلافاتنا.
لقد أخفقنا فى اختيارات كثيرة من لحظة اندلاع الثورة التى لم يتحقق أهدافها حتى الآن , أخفقنا فى الرضا بانتخابات رئاسية لا نجد فيها من يمثل الثورة تمثيل حقيقى.. أخفقنا بالصبر على وعود كاذبة لم يتحقق منها شىء.. أخفقنا باستنزاف وقت طويل فى نقل السلطة.
ومن أغرب المشاهد التى تداولت عبر وسائل التواصل الاجتماعية أهالى يقومون بقتل بلطجى استنادا فى ذلك إلى حد الحرابة وأيضا فى الشرقية أهالى يقومون بقتل شخص ويمثلون بجثته ويقومون بحرق الجثة ثم تعليقها فى إحدى أعمدة الكهرباء ظننا أن هذا الجرم هو حد الحرابة، والسؤال هنا الذى يطرح نفسه أين الداخلية من هذا؟ أين محافظ الشرقية أين مدير امن الشرقية اننى استنتج من هذا أن جرح أجهزة الآمن والداخلية لم يلتئم حتى الآن ولم يضمد جراحهم احد بل نجد الإعلام يتربص بكل مشهد لأجهزة الآمن ويصفه بالتجاوز ومن جانب أخر ضعف مؤسسة الرئاسة، ومن جانب المعارضة تنتظر اصطياد الأخطاء للرئاسة وتوظيفها لصالحها ويؤسفنى أن أقول أن الحزن يخيم على الشعب المصرى سواء المؤيدين أو المعارضين لما تمر به الدولة من عدم استقرار واضطرابات بسبب كثرة الاعتصامات وقطع الطرق وأخذ الحق باليد.
كنت أود أن يكون الإخوان على قدر تحمل المسئولية كاملة لكى نكتب فيهم أشعارا وما أخشاه أن تصل الأمور لإقحام الجيش فى الصراعات الداخلية مرة أخرى.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
abdoomar
ماالحل
ماهو الحل والله انت راجل محترم