هل تعرف ما معنى كلمة "ألش"؟..
بالطبع تسمعها مراراً سواء فى المقهى أو الشارع أو العمل أو البيت ووسائل الإعلام والمعلومات..لتسأل نفسك لاشعوريا عن سبب ومناسبة انطلاق الكلمة من الأخ قائل العبارة على غرار "إنت ألشت" أو "إنت بتألش" أو"إيه الألش ده" (مع اعتذارى الشديد للغة العربية).. بالتأكيد فى أول مرة لسماعك الكلمة تداعى فى ذهنك "الألش الكروى" كمصطلح معروف فى مباريات كرة القدم عندما يفشل اللاعب المستحوذ على الكرة فى التسديد السليم والدقيق للكرة لتخرج (تألش) بالقرب من المرمى بسنتيمترات قليلة، لتشعر بذلك الشعور الفقيع الذى شعر به حتما قائل العبارة الشهيرة، فتقول "الكورة ألشت" وربما تطلق بعض السباب البذىء أو أصوات نابية من سقف حلقك، لأنك أضعت جزءا من وقتك فى مشاهدة هذا الألش.
عندما يقول أحد أصدقائك فى المقهى، أثناء حديثكم الجاد أو الهزلى شيئا لم يلق استحسانك أو يتسبب لك فى نوع من ضيق التنفس تردد ذات العبارات الشهيرة مستنفرا وساخراً..ربما لأنك شعرت بنفس خيبة الأمل التى شعرت بها أثناء متابعة تلك المباراة الفقيعة، فأصبح مفهوم "الألش" مرتبط فى لاوعيك بخيبة الأمل فى اللاعب أو فى الكرة التى ضاعت وضيّعت عليك حالة مؤقتة من المتعة والرضاء النفسى مثلما كنت متوقعا أن يقول صديقك شيئا مضحكا أو مفيدا إلا أنه لم يصب الهدف المرجو من الحوار.
ربما كانوا على حق من شبهوا الحياة بمباراة كرة قدم وكان هناك من يستخف بتشبيهاتهم أو يأخذونها مأخذ الدعابة والسخرية.. وها نحن نطبق تلك الدعابة لفظياً وعملياً دون أن ندرى.. وبالتالى من العدل أن أقول إن اللعبة السياسية جزء من تلك المباراة ومن حقنا أن نقول للاعب الذى ألَش فى الأوقات العصيبة من المباراة "ما هذا الألش".. إلخ... وإذا اتفقنا مع أصدقائنا ذوى الخيال الواسع أن الثورة وأهدافها هى الكرة التى يجب أن تُسدد جيداً فى مرماها، وأنه يتحتم علينا أن نشارك بآرائنا فى الأداء السياسى باعتبار أن الشعب هو الجمهور الذى يتأثر نفسيا بسير ونتيجة المباراة (مع الفارق طبعا)، واقتطع من أمواله ووقته ودماءه أيضا لحضور المباراة ومشاهدة أداء فريقه الذى علق عليه آمالاً عريضة، وهو بذلك الحضور يمنح الفريق أو المنتخب شرعية تمثيله لتحقيق نتائج إيجابية وبالتبعية يعطى لنفسه مشروعية المطالبة بتغيير اللاعبين وخاصة المُقَصرين منهُم حالما وقعت خسائر فادحة ومتتالية..عليه بوسعنا أن نقول للاعب الذى هو رأس الحربة وكابتن الفريق الآلش "لقد ألشت يا سيّدى"!
