فى ختام فعاليات معرض لندن الدولى للكتاب، والذى شاركت فيه مصر متمثلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد تحدث كل من الدكتور مصطفى رياض نائب رئيس هيئة الكتاب والكاتبة الروائية مى خالد.
وقال رياض فى كلمته: أن دور الترجمة ونشاط التعريب الذى بدأ فى عصر محمد على فى تشكيل هوية مصرية وطنية تستوعب ما يدور فى العالم حينئذ من متغيرات، فظهرت ترجمات فى ذلك العصر لكتب التاريخ والفلسفة القديمة وتراجم عظماء العالم ثم ازدهرت الترجمة فى عهد إسماعيل فى مجالى الأدب والقانون، واتسمت حركة الترجمة فى ذلك الحين بالتعريب وتلاقح الثقافات على أرض الوطن ومن نتاجها على سبيل المثال تعريب شاعر النيل حافظ إبراهيم لرواية فيكتور هوجو "البؤساء" بلغة نثرية شاعرة تستلهم تراث العربية، كذلك واكبت الترجمة متطلبات العصر المتغيرة فترجم طه حسين نظام الأثينيين عن اليونانية ومصر فى مقتبل عهدها بالنظام الملكى الدستورى قبيل إعلان دستور ١٩٢٣، ولا يزال التعريب والتقريب يسود أعمال المترجمين مع الالتزام بدقة نقل المعنى وذلك نشهده فى ترجمات محمد عنانى لإحدى وعشرين مسرحية لشكسبير نظمًا فى قالب من الشعر الحر غير المقفى، وكلها صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
كما شاركت الأديبة المصرية مى خالد بكلمة عن أعمالها تحت عنوان "الحكى قدرى منذ أن قررت أن أكون دمية نفسى"، وتعد مى خالد واحدة من روائيات التسعينيات اللائى أثبتن وجودهن على الساحة الأدبية وقد تحدثت عن تجربتها الإبداعية التى تعددت مصادرها من حكايات سمعتها من جدتها إلى دراستها لروائع الأدب الإنجليزى فى نشأتها إلى جانب ما لمسته من حاجة إلى أن تصنع دميتها بنفسها وتخلق عالما خاصا لها تعهد إليها فيه بدور وتوزع الأدوار على آخرين من الأهل والأصدقاء.
وقد توجهت مى خالد لقراءة أعمال كتاب الرواية العربية وعلى رأسهم نجيب محفوظ، وقد كان لتأثر مى خالد البالغ بأدب يوسف إدريس بما يتسم به من سبر أغوار النفس البشرية أكبر الأثر فى توجهها لدراسة علم النفس كتخصص ثان إلى جانب تخصصها الأساسى فى دراسات الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ولا ترى مى خالد أن كتاباتها تنتمى إلى مدرسة أدبية محددة فهى تسعى إلى خلق المتعة والفائدة حسبما يدعو الاتجاه الكلاسيكى وتهتم بتفاصيل الواقع ومشكلاته على نهج الواقعية التى تجابه القارئ بواقعه دون زيف أو مداراة، وتنشد رؤية جمالية تعلى من شأن الفن فى صلته بالحياة، وهى ترى أن للحداثة وجهين أحدهما إيجابى يربط بين الإنسان وعالمه والآخر قبيح ينشغل بالحيل الشكلية ويجهض الموضوع. وتوصف مى خالد كتاباتها على نحو يجمع بين حساسية لغة الصورة كما تستخدم فى الفن السينمائى، والإيقاع المكثف، وتقديم الذات بوصفها مركز الكون وإبراز تفردها، واستخدام الجمل القصيرة، والانفتاح على عوالم الفنون من سينما ومسرح وموسيقى.
وقد صدر لمى خالد أربع روايات هى "جدار أخير" و"مقعد أخير فى قاعة ايوارت" و"سحر التركواز" و"تانجو وموال" و ثلاث مجموعات قصصية هى "أطياف ديسمبر" و"نقوش وترانيم" و"مونتاج" و كتاب أدب رحلات بعنوان " مصر التى فى صربيا"٠
كما شاركت الدكتورة سامية محرز الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بكلمة فى ندوة مشتركة عن الترجمة الأدبية فى زمن الصراع وذلك تحت رعاية نادى القلم الإنجليزى فى مركز الترجمة الأدبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة