من سينزل أولا الجيش أم الشعب؟

الخميس الماضى عقد الرئيس مرسى مع المجلس العسكرى اجتماعا يقال إنه دام حوالى 6 ساعات تناول خلاله وجبة الإفطار تقبل الله صيامه، وفى ختام الاجتماع وحسب الفيديو كان الرئيس يقف بين قيادات الجيش وعيناه يبدو فيهما عدم الارتياح وكان ذلك جليا فى كلمته التى ألقاها على عكس الفريق السيسى الذى ظهر واثقا وهادئا وقد أقسم أن الجيش لم يقم بقتل أو تعذيب أو خيانة شعبه خلال الفترة الانتقالية وطبعا كان هذا ردا على التسريبات المشبوهة التى نالت من الجيش فى تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلتها الرئاسة والذى نشرته جريدة الجارديان ويبدو أن هذا التقرير قد أثار حفيظة الجيش وقد يكون ترقى أعضاء المجلس العسكرى إلى رتبة الفريق له علاقة بهذا الغضب. ومع تردى الحالة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وفشل النظام الحاكم وحكومته فى حل ولو أبسط المشكلات يبدو أن شعبية الجيش ترتفع بشدة بل بدأ قطاع ليس بالقليل من الشعب فى طرح اسم الفريق أول السيسى كحاكم مؤقت للبلاد وذلك تجسد فى توثيق التوكيلات له. وطبعا من الواضح أن ذلك أثار حفيظة النظام وهذا ما جعل الرئيس فى كلمته للجيش يردد ويؤكد أكثر من مرة على أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. لذلك أقول لمن ينتظر نزول الجيش إن الجيش لن ينزل إلا بشرعيتين، إما شرعية الرئيس الدستورية بعد إصدار أمر منه بالنزول وقد يدفع النظام ثمنا باهظا بعد هذا القرار والمثال بورسعيد، أو الشرعية الثورية والمثال ثورة 25 يناير حيث بدأ الجيش نزوله بشرعية مبارك الدستورية وبعد نزول الملايين واحتشادهم فى الشوارع لأيام تحولت شرعية نزول الجيش من الشرعية الدستورية إلى الشرعية الثورية. ومن الواضح الآن أن كلا الطرفين الأصيلين فى المعادلة المصرية وأقصد هنا الشعب وجيشه قد وصلا إلى قناعة أن الوطن لا يمكن تركه يذهب مع الريح لكن يبدو أن كل طرف منتظر الآخر والسؤال الآن من سينزل أولا؟