مرحلة الغسل لجثث مشرحة زينهم هى آخر مرحلة بعد عملية التشريح وقبل تكفين المتوفى، لتسليمهم لذويهم للدفن، ورغم أن مشرحة زينهم هى أكبر وأشهر مشرحة بمصر، إلا أن مغسل الموتى بها رجل واحد يدعى"الشيخ سعيد".
"اليوم السابع" التقت بـ"الشيخ سعيد المغسلاتى" والذى فتح خزائن ذكرياته من 18 سنة من عمله بالمشرحة، بعد أن كان عامل موبيليا بأحد محلات الأثاث، يسترجع من خلالها الرجل أصعب المواقف، وتتأثر ملامح وجهه بالكلام، ورغم حياته فى 18 سنة قضاها يجهز الموتى لمثواهم الأخير إلا إنه ما يشغله أن تناله بركة شهداء 25 يناير الذين قام بتغسيلهم، وهو يبدأ كلامه بـ "أنا فخور أنى غسلت شهداء ثورة 25 يناير".
"الشيخ سعيد" ده اسمى، بس شهرتى "مغسل الشهداء" من مواليد 1959 منطقة إمبابة بالجيزة، سميت بهذا اللقب مؤخرا بعد تغسيلى لشهداء الثورة، وكان منهم مؤخرا "الشهيد محمد الجندى ومحمد حسين الشهير بـ"كريستى" وجابر صلاح الشهير بـ"جيكا"، والمئات من الشهداء، وحزين على كل الشباب اللى ذهب ضحية لمصر والحال كما هو لم يتغير، أنا من وقت ثورة يناير منذ سنتين وحتى الآن معظم اللى بغسلهم فى العشرين والثلاثين من عمرهم".
"ومن العجائب التى حدثت لى أثناء تغسيلى أحد شهداء الثورة، وكان تصنيفه من المجاهيل "غير المعروف هويتهم" ولكن أثناء تغسيلى له استنشقت رائحته وشعرت وكأنها مسك فى جسده، حتى الآن لم أستنشق هذه الرائحة الطيبة، وكانت تبدو على وجهه الابتسامة وكأن شعاع نور يضى ء وجهه".
وأوضح "المغسلاتى"، "بدأت حياتى بعامل فى محل موبيليا، ولم أكن راضيًا عن حياتى وعن عملى لقلة الأجر، حتى جاءنى أحد أصدقائى، وقال لى أن مشرحة زينهم تحتاج لمغسلين، وكنت وقتها أساعده فى غسل الموتى لوجه الله، فى البداية قلقت لحساسية العمل، وما سمعته عن المشرحة وهيبتها، ولكن إيمانى بالله، جعلنى، وبعد وقت قصير من التفكير قررت الذهاب للمشرحة لمعرفة طبيعة عملى، وبالفعل بدأت كمغسل بالمشرحة من 18 سنة متواصلة بدون إجازات من 9 صباحا، وحتى 5 مساءً، ولو هناك أحداث طارئة قد يستمر العمل حتى منتصف الليل، ولكن فى ظروف مرضى أو عند احتياجى لتقضية أمور خارج المشرحة استأذن وأرجع تانى، لكن من الصعب الحصول على إجازة، حتى يوم فرح ابنى جيت المشرحة ومشيت بعد العصر".
"أنت إزاى بيجيلك نوم وأنت بتغسل الميتين فى المشرحة" .. هذه كانت أكثر ردود أفعال جيرانى وأصدقائى منذ بداية عملى بالمشرحة، وكنت أعانى من ذلك حتى أن "الناس لا تحب أن تسلم عليا كأنى أنا اللى أقتل الضحايا اللى بأغسلهم" ولكن زوجتى ساعدتنى فى التغلب على هذه المشكلة، وكلام الناس أصبح لا يهمنى، لحد ما عدى 18 سنة من عملى كمغسل بالمشرحة، وأصبح لدى 5 أولاد، وهم الذين يعاتبونى الآن على عملى، رغم أننى شرحت لهم كثيرًا طبيعة العمل، وأنه ليس عيبًا على الإطلاق طاللما العمل شريف، ويكفيهم أنه هو الذى أعاننى على تربيتهم وتعليمهم، كما ساعدنى فى زواج ابنى البكرى، متمنيا أن يكرمنى الله بزواج بقية الأبناء".
وتابع "المغسلاتى"، "كل أمنيتى فى الحياة أن أحج بيت الله، رغم أننى لست قادرًا ماديًا على ذلك، ولكن هذا ليس عيبًا، ولكن بحاول أسعى فى أى برنامج أو أى جمعيات تعرف حالتى وتخلينى أحج عشان أزور بيت الله وأدعى لأولادى ربنا يكرمهم ويشتغلوا ويبقوا أحسن منى، وأدعى لمصر لأنى بجد حزين على شباب مصر الضحية لأنه هو الوحيد الذى يدفع الثمن".
مغسل الشهداء بمشرحة زينهم "الشيخ سعيد": "غسلت جيكا وكريستى والجندى وأعمار الشهداء من 20 إلى 30 سنة..18 سنة عمل متواصل بلا إجازات وجيت المغسلة يوم فرح ابنى..الناس تخاف تسلم على..وأتمنى أحج بيت الله"
الخميس، 18 أبريل 2013 07:20 ص
مغسل الشهداء بمشرحة زينهم مع محررة اليوم السابع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
البحر2009
حسن الثواب
عدد الردود 0
بواسطة:
salah zaki
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
magdygabril
سبحان الله وجهك ممتلأ من نور الله
احببتك فى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو محمد الاماراتي
الشيخ سعيد المغسلاتي
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بشاى
راجل محترم
وياريت نحترم الناس دى لاننا كلنا بنحتاج بعض .
عدد الردود 0
بواسطة:
رضوان
الشهيد لا يغسل
الشهيد لا يغسل يدفن بهيئته
عدد الردود 0
بواسطة:
anwer haron
اغلي الرجال
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد
مكان غير لائق
عدد الردود 0
بواسطة:
mansour
ازاي
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
بجد O.o
هما الشهداء بيغسلوا O.o