تناول الإعلامى هانى الملاذى أمس، الأربعاء، فى برنامجه "سورية الآن" موقف العلويين من الثورة السورية، حيث طرح تساؤلا حول: "هل اختطفت الطائفة النظام السورى، أم أن حاشية النظام هى من اختطفت الطائفة"؟
واستضاف الملاذى من القاهرة الشاعرة السورية رشا عمران، وهى من أبناء الطائفة العلوية، والتى أكدت أن النظام نجح فى صنع حواجز نفسية بين السوريين باستغلاله مكونات المجتمع، وقالت: "من يراجع تاريخ الاستبداد، يجد أنه يعمل على مكونات المجتمع، ونقاط الضعف التى يجب أن تكون نقاط القوة، والتنوع يجب أن يكون نقطة قوة، لكن النظام تمكن من إحكام السيطرة عليه"، وأضافت: "ما قام به النظام، كغيره من أنظمة الاستبداد، أنه استطاع تقريب مجموعات من هذه العناصر المكونة للمجتمع، لإحكام السيطرة عليها".
وألمحت علوان أن النظام بث رسائل شفوية على فترة تاريخية طويلة، تدعم فكرة تعرض الطائفة للظلم لعقود طويلة، وأكدت أن هذه الرسائل وجهت من خلال مثقفين وأمنيين، أثاروا قصصا قديمة قد لا تكون صحيحة، وقالت: "قبل قدوم الأسد لم يكن هنالك مشاكل بين الناس، صحيح كان هنالك اضطهاد، لكنه كان اضطهاد طبقى، فعندما يذهب ابن الريف إلى المدينة كان يلامس هذا الواقع، وهو شىء طبيعى، وقد واجهه ابن ريف دمشق وابن ريف حلب، وهو واقع ما زلنا نعيشه، لم يكن موجها فقط لأبناء الطائفة العلوية، وحتى هذه اللحظة، هنالك خوف وعدم تناغم بين ابن الريف وابن المدينة"، وتابعت: "النظام اشتغل على مقارنة ابن الأقلية مع الأكثرية، والخوف من هذا الوضع".
وقالت: "مناطق الريف العلوى، هى مناطق جبلية عموما، بالتالى إمكانية الحياة فيها صعبة نتيجة قلة الموارد، والنظام هنا لم يعمل تنمية كبيرة فى هذه المناطق، بل أدام الفقر فيها، الشباب بحثوا عن فرص لتأمين حياتهم، لذا كان الأمن والجيش هو الأسهل، وهو ما شجعهم النظام عليه، وهذا أدى إلى ارتباط الأسرة بكاملها بالنظام".
وأضافت أن النظام وبعد الثورة عمل على تكريس الخوف أيضا، حيث ورط أبناء الطائفة بحالات قتل، وربط مصير هؤلاء بمصيره.
وفى رسالة إلى أبناء طرطوس والعلويين قالت عمران: "يجب على جميع السوريين حاليا، التفكير ببناء العقد الاجتماعى لربطهم ببعضهم أكثر وإلا فالوضع إلى أسوأ، فالنظام بائد، ويبقى الشعب والوطن".
وقال المعارض السورى والمعتقل السابق بسام يوسف: "لا يجب أن تؤخذ الطائفة ككل، فالطائفة علاقتها بالنظام كغيرها من الطوائف، صحيح أن فيها نسبة مؤيدة للنظام لكن هذا عائد إلى ظروفها التاريخية، فحافظ الأسد استغل فقر هذه الطائفة، لتطويعها فى المؤسسات العسكرية، بمعنى أنه لم يبن علاقة مواطنة، بل وضعهم فى مؤسسات تنتج عبودية لهذا النظام".
وعن السؤال عن موقف سائر العلويين مما يحدث قال: "إن الخوف من السلاح، يكون عند الأقليات وليس عند العلويين فقط، كالمسيحيين والدروز، فالأقليات تخاف من سلاح الأكثرية، والنقطة الأهم أن الشعب السورى فى الساحل يحتضن نسبة كبيرة من المهجرين السوريين، وهذا دليل على ارتباطهم بالمجتمع السورى، لكن خوفهم من القادم الذى لم يقدم بديلا عن خطاب النظام، فالنظام قدم رواية معقدة بمصير مجهول، والمستقبل القادم هو قاعدة ومتشددين".
يذكر أن برنامج "سوريا الآن" يناقش جوانب الثورة السورية السياسية والعسكرية والإنسانية والتنموية، متناولا فى كل حلقة حدث الأسبوع الرئيسى بالمعلومة والتحليل بأسلوب سريع وسلس وتقارير ميدانية ويعرض كل أحد على قناة الآن الفضائية.