قامت ثورة 25 يناير على رفع الظلم عن الشعب المصرى ورفعت شعار (عيش – حرية – عدالة اجتماعية) فحظيت بالتأييد الكامل من طوائف الشعب المصرى بمختلف انتماءاته السياسية والدينية وأصبحت رمزا يفتخر به كل مصرى.
نعم دائما يعانى الشعب المصرى من الظلم الواقع عليه مهما اختلف أشكال وانواع هذا الظلم ويأخذ هذا الظلم أشكالا عديدة فى الوسط العمالى من قوانين مجحفة لحقوق العمال وتدنى مستوى المعاملة، والمعيشة التى يجبر العامل على الاستسلام لها بسبب مسئولية تقع على عاتقة فكانت ثورته على الظم دونها التاريخ من قرون مضت وكافح العامل من أجل توفير حياة كريمة.
كان شعار ثورة يناير يعبر عن الواقع الحى للجميع فالكل يريد حياة كريمة ورفعت شعارها ببساطة واضحة بدأت بالعيش وهو أقل ما يعتمد عليه الإنسان فى حياته ودائما مشغول بتوفيرة مع بساطة المعنى إلا أنه صعب المنال، يتحمل العامل كلى شىء مقابل الحصول على العيش ليطعم أولاده ويسد جوعه والعيش بحياة كريمة فالعيش يحمل آسمى المعانى التى يسعى الإنسان إلى تحقيقها.
الكلمة الثانية فى شعار يحمله شعب مصر كلها وهو الحرية نعم الحرية كلمة تحمل فى طياتها الكثير وهنا يسأل سائل هل يوجد احتلال يحتل مصر لقد انتهى هذا العصر ولماذا نطالب بالحرية إذا، نعم لقد تعرض الشعب المصرى إلى احتلال من نوع آخر وهو احتلال الفكر وكان المحتل موجه سلاحه إلى العقل المصرى ليخترقه ويضخ فيه سمومه ويجعله عاجزا على التفكير أو يتحرر من هذه العبودية لغير الله وإنما لأهواء الشيطان وكان بالوسط العمالى إرهاب آخر ومن نوع العبودية للقمة العيش وجعل الكل أثير لها وساعد أصحاب المصالح الخاصة بوضع قوانين تقيد وتهدر حقوق العمال فأصبح الجميع مسلوبا منه حريته ومهددا بالتشريد له وإلى أسرته ولا يأمن مكر هؤلاء أصحاب المصالح الشخصية الذين أضاعوا كافة الحقوق والواجبات الخاصة بالعاملين ولم يعلموا طبيعة العامل المصرى الذى يرفض الظلم وإن طال عليه قد سجل التاريخ صفحات من نور لكفاح العامل المصرى ضد من يحاول الاعتداء عليه أو النيل من حقوقه فصبره طويل وحقه لن يضيع ولن يتنازل عنه.
ونصل إلى ثالث الكلمات فى شعار الثورة وهو عدالة اجتماعية. لقد عانى الشعب المصرى بكافة أطيافه العمالية من عدم تحقيق العدالة الاجتماعية ففى الماضى قام المحتل بالتفرقة بين الناس وجعل منهم العبيد والسادة وظهرت طبقة الإقطاعيين الذين امتلكوا كل شىء وسلبوا العامل كل شىء بل سخره إلى الحياة بدون آدمية ولم يحصل فيها حتى على لقمة العيش ولم يجد مستشفى تؤوى مرضه أو مكان يؤويه من شدة البرد فى الشتاء أو حرارة الشمس فى الصيف وحرم من التعليم فلم تكن له مدارس وكانت للصفوة من القوم فقط دمر الاحتلال كل قواعد الإنسانية فى عصره ففقدت العدالة الربانية وساد الظلم كافة الأنحاء من البلاد حتى إن زاد عن طاقة البشر والعباد فثاروا عليه عمالا وفلاحين حتى إن تحررت أرضه من أيدى المغتصبين بأيد مصرية تحمل السلاح وفتية أبية وضعت أرواحها فداء لهذا الوطن العظيم من ضباط وجنود وقامت الثورة المجيدة بقيادة الضباط الأحرار ليحرورنا من ظلم الاحتلال والإقطاع ومع عصر جديد وقائد من أبناء الشعب المصرى وهو جمال عبد الناصر ليبدأ من جديد يبنى مؤسسات الدولة وينهى تماما على الإقطاع ويملك الفلاح أرضه ويبنى المصانع حتى إن توالت الأحداث وحققنا الأمجاد لنعبر خط بارليف المنيع ونسحق العدو الصهيونى أكبر الخسائر وشر الهزيمة واستعادة الكرامة بعودة سيناء الحبيبة إلى أرض مصر الغالية.
توالت الأحداث وكلما نرفع راية العدل يأتى من يخفقها مرة أخرى وكأنه كتب علينا الكفاح طول العمر وبعد ثلاثين عاما من حكم جديد لا نود التطرق إليه الآن قام الشعب المصرى بتحقيق ثورته على الظلم ورفع شعار عيش – حرية – عدالة اجتماعية وأجبر على ترك الحكم هو ورفاقه لتحقق الثورة أهدافها نعم ترك السلطة وبعد مرور أكثر من عامين هل حققت الثورة أهدافها وهل توفر العيش والعيشة لهذا الشعب المصرى العظيم وهل عاد الحق لعمالة الصابرين الثائرين وهل تحققت العدالة الاجتماعية للجميع كل هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة ليست على هذه الورقة ولكن على الواقع. لكل واحد منا ثقافته ومفهومه ومقياس خاص به نود أن نقف على حقيقة الوضع الراهن أيها العمال والشعب المصرى بأكمله، لابد من صحوة كبيرة حتى تحقق الثورة الأهداف التى قامت من أجلها حتى يهدأ الثائر وينعم الشهيد ويجف دموع أم الشهيد التى ضحت بدماء طاهرة لأبنائها من أجل مصر الحبيبة.
العامل صاحب الشرارة الأولى فى هذه الثورة هل تغيرت حالتك بعد الثورة وهل حققت ما تريدة إذا لم يتم تحقيق ما تريده أيها العامل فما هى خارطة الطريق من وجهة نظرك لتحقيق آمالك وطموحاتك حتى نسير على خطاها، ونصل إلى مداها لمصلحة من إهدار حقوق العمال والتدخل فى شئونهم لمصلحة من يدمر الاقتصاد المصرى.
