جيهان أبو الدهب تكتب: من المعارضة للمطاردة

الخميس، 18 أبريل 2013 10:52 ص
جيهان أبو الدهب تكتب: من المعارضة للمطاردة حمدين صباحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح الأمر فى مصر لا يخفى على أحد، حيث إن المعارضة المتشدقة بالديمقراطية هى أبعد كل البعد عنها، ولا تستخدمها إلا شعار أمام الكاميرات المستأجرة وعلى صفحات الصحف الصفراء، التى تمثل اليد الأخرى لمساندة تلك الجبهة والمسماة بالإنقاذ، وهى الصفة التى تخالف أفعالها تماماً، فقادة هذه الجبهة هم مثلث الراسبين فى الصناديق الانتخابية، حيث رفضهم الشعب ورفض قيادتهم لمصر فى تلك المرحلة مع أنهم كانوا يرتدون أقنعة الثورية والوطنية، ومع ذلك قلت فرص استحواذهم على أصوات الناخبين، فما بالك بهم اليوم، وقد خلعوا رداء الثورية الزائفة وودعوا أدوار البطولة الوهمية، ورفعت الستار عن أدوارهم الحقيقية ، ألا وهى السعى وراء السلطة والمنصب من أجل الاستحواذ وفرض السيطرة بالقوة لا بالحوار، وذلك بتأجيج مشاعر البسطاء من الناس وترهيبهم من الحكم الحالى لإدارة البلاد والمتمثل فى شخص السيد الرئيس محمد مرسى.

كنا نأمل بعد انتصار الثورة ونجاحها فى خلع آل مبارك من سدة الحكم أن نجد مصر مسرحا كبيرا يضم أكبر العروض الوطنية وأكبر الشخصيات المخلصة المحبة لمصر والعاشقة لترابها حيث المنافسة الحقيقية والمنزهة من أى غرض يبهت أداءها أو يطفيء بريقها فى نفوسنا كشعب عريق جاء دوره ليشهد أروع عروض المحبين لوطنهم، والمتفانين فى أدائهم ليحكم الشعب فى النهاية على من يستحق أن يقود سفينة الوطن، حيث البناء الشاق للجدران المنهارة، وإقامة أعمدة الدولة على أسس قوية سليمة تحترم آدمية المواطن وتخرجه من ظلمة ماضى الفساد والاستبداد إلى الحرية والكرامة، والعدالة المنصفة لكل فرد يحمل هوية مصرية.

كنا نتمنى أن نرى أدوار المعارضة البناءة التى تعارض من أجل الأصلح ، وتساهم من أجل العون والمدد فى مرحلة قاسية تحتاج لكثرة الأيادى المعطاءة بلا حد ولا شرط ولا هدف إلا نهضة مصر ورفعتها ، ولكن بكل أسف سرعان ما تبدلت الأدوار وتغيرت العروض لنرى المعارضة ما هى إلا عصابات مخربة تحمل أغراض ذاتية، ونفوس حاقدة وضمائر رفضت الاعتراف بحق الرئيس كونه رئيساً منتخباً جاء بإرادة شعبية وإنتخابات نزيهة شهدوا بأنفسهم على نزاهتها ، لكنهم رفضوا الاعتراف بالأمر الواقع وحاولوا الانقلاب على تلك الشرعية، وكفروا بشعارهم الواهى ألا وهو الديمقراطية ، فهم لم يقدموا لمصر وشعبها سوى التظاهرات المدعومة بالبلطجية لإثارة الشغب والفوضى من أجل إطالة أمد الفترة الانتقالية فظلوا يطلقون الإشاعات ويروجون الأكاذيب ويحرضون الشعب بالخروج عن الشرعية بزعم حجج واهية وقصص من تأليف خيالهم الحالم بالسلطة ، ونسوا أن حب الوطن أكبر وأسمى من أن يتنازعوا ويتناحروا ويكيدوا المكائد لفرض مزيد من الفوضى.

وفى ضوء ما سبق يترتب علينا كشعب أن نعى جيداً أن المعارضة ما كانت يوماً معارضة بمعناها الحقيقى فيجب علينا التصدى لها بكل حزم وقوة حتى نهزم طغيانهم، ونحطم غرورهم لتبقى الثورة مستمرة ذات أهداف حقيقية فى طريقها للاستكمال على يد رجال مخلصين وعدونا بالنهوض، وها هم يؤسسون بأعمدة صلبة وأسس قوية غير قابلة مرة أخرى للانهيار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة