ذات ليلة حين أحسست بالتعب! فإننى أجهل السبب ولم أتعجب كثيرا فتلك حياتى ليس بها جديد يجرى شريطها أمام ناظرى لحظات حزن لحظات فرح لحظات حنين هكذا تمر السنين.
وعندما نظرت إلى هذا الشريط لم أجد لحظات فرحى إلا قليلة لقطات سريعة وسرعان ما تنقلب الصورة ويملؤها الألم المصاحب بالندم فأصابنى السأم وأحسست أننى عدم وتأثر من كتابتى القلم وعجزت يداى عن مزاولة الكتابة فقد منعتها دموعى التى لا تجف أراها استمرت وعن البكاء لا تكف فسألت نفسى لم تلك الدموع ! لم تسير حياتى فى حلقة مستمرة ليس بها هدف وما بها من رجوع لم قلبى ينزف بشدة لم صوتى غير مسموع !
فهدتنى نفسى إلى النظر إلى هذا الشريط وتفحصه ولكنى أردت الامتناع فإنه ملىء بصور مشوهة وعادات محرفة وقد قررت فى الماضى عنها الاقتلاع ومع علمى بأنه سيزيد ألمى ويضاعف همى فقد نظرت فى هذا الشريط ولم ينتابنى التعجب حين نظرت فيه فقد وجدت أن من كانوا يغصون حلقى وهم سبب ألم صدرى وتوجعى وندمى كل ليلة هم الذين وهبتهم كل حياتى بكامل الاستسلام ومنحتهم كل الاهتمام وكتبت فيه فى الماضى أجمل الكلام هم أيضا هم من قلبوا حياتى إلى ظلام وأمام حبى واحترامى لهم كانوا يضعوننى على الهوامش واعتبروننى مثل الضيوف وعندما سنحت الفرصة بالرحيل لم يتذكروا المعروف وانتزعوا قلبى من جسدى وألقوا به فى صحراء جرداء مجهول المصير يسيطر عليه الخوف.
وقد فضلوا على قلبى الذى منحهم معنى الحياة وأعطاهم قدرا لا يستحقونه بلى هذا ما جعلهم يتمادون فى طغيانهم وأعطاهم القدرة الفنية والمهارة فى كسر القلوب وحينما أرادوا استعمالها أطاحوا بمن أعطاهم السبيل للحياة وفضلوا أناسا مثلهم لا يستحقون تتمثل فيهم معانى القسوة والغدر هم من منحتهم تلك الألفاظ الثمينة الأصحاب ثم الأحباب ثم تمثلت فيهم معنى الحياة وما كانوا يمنحوننى سوى الذل والقهر والعذاب وكنت أتحمل تلك المأساة لأن حبهم يستوطن وجدانى وفكرى ولأننى لا يتمثل بى معانى الغدر والخيانة مثلهم.
ولعل هذا الاهتمام والحب هو نفسه السبب فى أنهم سحقوا قلبى بين ضلوعى ولم يتذكروا لى اعترافى بهم وأننى فضلتهم عن حياتى وكنت أحاول جاهدة فى رسم البسمة على وجوههم ولم أبال لنفسى أو حزنى أو كرامتى التى ضاعت بين ثنايا الأيام فقد انتهى دمع عيونى وقد خابت بهم ظنونى وتركتهم للحياة
نعم هذا هو طبع الحياة من أعطتهم الاهتمام ووهبتهم السعادة تركوك
ومن لم تبال بهم ومنحتهم القسوة أحبوك فسحقا لحياة ليس بها عزيز.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magdy mahmoud
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
DR gamal El attar
احساس عالى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى خاطـر
الحياة
عدد الردود 0
بواسطة:
المايسترو
جامد
مقال يستحق التبجيل من الاستاذة الموهوبة ياسمين
عدد الردود 0
بواسطة:
yasiin sweedy
أكثر من رائع...
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسمين محمد الغريب
رد
عدد الردود 0
بواسطة:
القناص
يستمر الابداع
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسمين محمد الغريب
شكر خاص :D
عدد الردود 0
بواسطة:
على
اهو كدا
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed hmam
جميل جدا
مقال رائع واحساس اروع واجمل ما شاء الله