كنا فى دوله اسمها مصر!!

بكل المقاييس إن ما يحدث ببر مصر أمر مؤسف ولا يرتضى به أى عاقل، سواء كان ثورياً أو فلولياً أو سلفياً أو إخوانياً أو قبطياً أو قل ما تريد من مسميات، فى الواقع أنا لست بصدد سرد ما آلت إليه مصر من تدهور وانهيار أخلاقى فالكل يعرفه جيدا، إلا أننى أستطيع تلخيصه فى جملة وجيزة ومفيدة هى: «أننا أصبحنا فى لا دولة!!» نعم بالرغم من اعتراض الكثيرين على النظام السابق، وبالرغم من أخطاء النظام السابق، فإننا كنا بدولة بالمفهوم الحقيقى للدول.. كنا دولة تمتلك هيكلا تنظيميا ضخما.. كنا دولة مؤسسات كبيرة.. كنا بدولة لها دخل قومى وبها احتياطى نقدى.. كنا دولة لا تحتاج دعما.. كنا دولة آمنة.. كنا دولة لها ثقلها بالمنطقة بأكملها.. كنا دولة لها هيبة، أكررها «هيبة»، يحترمها من فى الخارج قبل من بالداخل.. كنا دولة اسمها جمهورية مصر العربية، وإحقاقاً للحق وبمبدأ أن الساكت عن الحق شيطان أخرس اسمحوا لى أن أقولها «وبالفم المليان» إن مبارك إن كان قد أخطأ فإنه قد أصاب كثيراً أضعاف أضعاف أخطائه، وله إنجازاته على مدار خدمة فاقت الستين عاما، والتى سيذكرها التاريخ سواء على الصعيد المحلى أو الصعيد العالمى، وكل من يريد التشويش على هذه الحقيقة، سواء من النظام الحالى أو من الذين يُطلقون عليهم ثوارا!! أو من أجهزة الإعلام خاسر وظالم وشيطان أخرس.

يا سيادة الرئيس السبحة فرطت وصدقنى أن فرصتك الذهبية مازالت قائمة إذا نجحت فى التخلص من الآتى: أولا انتماؤك اللا شعورى لجماعة الإخوان المسلمين التى نعلم جميعاً أنها صاحبة الفضل فى فوزك بالرئاسة، ولكن مصر صاحبة تاريخ السبعة آلاف سنة أهم بكثير من جماعة عمرها 85 سنة، ثانيا تصالح وتصافح مع كل القوى الوطنية دون استثناء ولا تكون أداة لإقصاء فئة من المصريين فأنت رئيسنا جميعا، «راجع ماذا فعل نيلسون مانديلا بجنوب أفريقيا من مصالحة وطنية»، ثالثا أعلم أنك جئت بفارق ضئيل للغاية عن منافسك «الفلول» إلى كرسى الرئاسة، مما يعنى أن نصف الشعب كان لا يريدك وعليك إثبات حُسن نواياك لهم كمصريين، رابعا لا تكن معاييرك إخوانية فقط فى تعيين القيادات، بل اعتمد على أهل الكفاءة والخبرة، فالمصلحة الوطنية تحتم عليك ذلك، وأخيرا أعط كل ذى حق حقه حتى يعطيك التاريخ حقك إن كنت ستستحق.