قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الأزهر سيظل الحارس الأمين على ثقافة المسلمين ووسطية الإسلام وهذا الدين الحنيف، مقدماً النصح أنه للاستعداد للعلوم الأزهرية بتطهير القلب واللسان واليد وإعداد المحل لإشراب العلوم.
وأضاف فى كلمته بالمؤتمر السنوى الأول للوافدين بالأزهر الشريف، حضرت لكى استمع إليكم وأطلب منكم أن تصارحونى بمشاكلكم وبما تجدون من متاعب، والا تترددوا فى أن تفضوا إلى بما فى قلوبكم عبر هذا البرلمان الجميل الطيب، فأنا قلقى فى الليل والنهار هو قلقى على الوافدين والوافدات من منطلقين هو أن كنز الأزهر الحقيقى هو أنتم وكثير حين أكون فى خارج البلاد أتباهى بوجودكم فى الأزهر، حيث يوجد 40 ألف وافد من 110 دولة فأين توجد مؤسسة فى العالم يقصدها العالم ليجلسوا تحت قبابها ليدرسوا العلم.
وأعلن أنه تم فتح الكليات العلمية أمام الوافدين ولم تعد مقصورة على الكليات الشرعية، لأن هناك دول خاصة الأفريقية فى احتياج إلى الطبيب المسلم والمهندس المسلم.
وكشف شيخ الأزهر، أنه يقدم الكثير لكنى أشعر أننى لم أقدم شيئا نظراً لكثرة المشكلات، مشيراً إلى أن الوافدين أكرمهم الله بالأزهر وليس العكس وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، معلنا أنه سيتم زيادة المنح، مشيراً إلى أن أداء المسئولين عن الوافدين غير ملموس بالرغم من جهدهم.
وأضاف أُوصيكم أيها الأبناء فى مبدأ الأمر: بإحسان النيَّة فى طلب العلم، وأنَّه لهدايةِ النفس، وإرشاد الغير، قال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.
وأفضل العلمِ العلمُ بالله تعالى والخوف منه، وفى الحديث: (إنى لأعرَفُكُم بالله وأشدُّكم له خشيةً)، وصدَق الله العظيم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
وأُوصيكم أيضًا بطَهارةِ القلبِ واليدِ واللسان؛ فإنَّ العلم نورٌ يقذفُه الله فى قلوب عباده، فلا يجتمع مع رُعونات النَّفس، وغلَبةِ الهوَى، فاحرِصُوا على آداب طُلاب العلم تنالوا منه أرفَعَه؛ فإنما العلمُ علمان: علمٌ فى القلب، وعلمٌ على اللسان؛ فأمَّا الذى فى القلب فذلكم هو العلم النافع، وأمَّا الذى على اللسان فهو حُجَّةُ الله على ابن آدم [الإنسان].
وأرجوكُم أيها الأبناء أن تُصارحونا بأحوالكم وتُفضوا إلينا بمتاعبِكم، ولا تتردَّدوا فى ذِكر أى مُشكلةٍ من مشاكلكم؛ فنحن لكم هنا آباء، وأنتم لدينا وَدِيعةٌ غالية، ونَعِدُكم أن نزيل من طريقكم كلَّ العقبات - ما أمكَنَنا ذلك - لتتفرَّغوا لغايتِكم التى جِئتُم من أجلها؛ وهى استِيعابُ العلمِ والمعرفة، وإحكام أدَواتِهما من اللغة والمنطق وحُسن الفهم والنظَر، واللهُ بعد ذلك وقبلَه هو الفتَّاح العليم؛ {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.
ولا يُنال العلم - كما يقولُ الإمام الغزالى - إلا بالتواضُع وإلقاء السَّمع؛ قال تعالى: {إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]، قال الإمام الشعبى: (صلَّى زيد ابن ثابت - رضى الله عنه - على جنازةٍ، فقُرِّبَتْ إليه بغلتُه يركبُها، فجاء ابن عباسٍ - رضى الله عنهما - فأخَذ برِكابه، فقال زيد: خَلِّ يا ابن عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن عبَّاسٍ: هكذا أُمِرنا أن نفعَلَ)؛ أخرجه الطبرانى والبيهقى فى المدخل والحاكم وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم.
ولا تُثمِرُ الدعوةُ إلا بِمُراعاةِ أحكامها وآدابها، ويجمعها قوله سبحانه: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ} [النحل: 125]، وقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ} [فصلت: 33، 34].
أيًّها الأبناء الأعزَّاء، هذا هو نهجُ الأزهرِ الوسطى فى فقهِ الدِّين والدعوة إليه، فاحرِصُوا عليه تسعَدُوا وتسعدْ بكم أمَّتُكم، هَدانا الله وإياكم إلى أَقْوَمِ طريق، وهو حَسبُنا ونِعْمَ الوكيل.
من جانبهم قدم الوافدين العديد من المطالب التى وعد شيخ الأزهر تلبيتها منها مطالب الوافدين بتوفير الأمن وحماية وزارة الداخلية لأماكن تجمعات الوافدين الذين يتعرضون إلى سرقات يوميا ومضايقات للوافدات.
شيخ الأزهر يعلن فتح الكليات العلمية والدينية للوافدين
الأربعاء، 17 أبريل 2013 02:57 م