أصبح الحديث عن بلدنا المحورى والحضارى وعمره الضارب فى جذور الزمن وتعداده حديث عفى عليه الزمن، فالشعوب ينبغى عليها بل يجب ألا تعيش على أطلال الذكريات والتغنى بأيام الماضى الجميلة – فما كان قد كان وولت أيامه فكفى هروبا من واقع أليم نعيش فيه على أنقاض ماض لم نجن منه سوى الحسرة والندامة.
عندما ننظر إلى حالنا اليوم نتغنى بموقعنا الجغرافى المطمع من الآخرين وفى أهميته العالمية ، وقد يكون هذا التغنى به بعض المصداقية لكن ليس فى زمننا هذا ، ربما من مئات السنين الماضية عندما لم يكن قد تطور العلم بهذا القدر، وأصبح التطور للعلوم العسكرية وتصنيع الأسلحة والتكنولوجيا قادر على أن يبدأ حربا وينهيها دون اللجوء إلى استخدام الأراضى أو المناطق الحيوية أو الاستراتيجة للسيطرة على أرض المعركة.
قرأنا فى التاريخ عن إمبراطوريات كثيرة اليونانية والفارسية والرومانية والإمبراطورية التى لم تكن تغب عنها الشمس......... إلخ.
فهل اكتفوا هؤلاء بأن يغيبوا شعوبهم بالعيش على هذا الماضى أم كل دولة من هذه الدول عملت جاهدة على أن يكون لها موضع قدم فى العالم، تؤثر فيه وتؤثر به – أى تكون فعل وليس رد فعل مثل حالتنا هذه الأيام، نحن لا نحمل النظام الحالى أخطاء الماضى بل نحن كنا نأمل فى أن نرى ثمار ثورة، قامت من أجل التخلص من الخنوع والاستبداد وننطلق إلى البناء والتقدم فى مجال الحياة يشعر بها المواطن البسيط.
أصبح مقاس التقدم وقياس نهضة الأمم هذه الأيام بما تملكه من ثروات تستخدم الاستخدام الأمثل فى رخاء شعبها ومواطنيها وتنميتها للأجيال القادمة، وبما تملكه من سلاح تصنعه بأيديها ولا تعتمد على الغير وتستورده كى تدافع به عن نفسها، وفى توفير الغذاء والكساء لشعوبها وتكون من أرضها، لا أن تتغنى بماض وتتسول عليه وعلى أفضاله وما قدمته لآخرين ، فلم سيصبح العالم بهذه المثالية وفروسية العصور الوسطى ، بل أصبح الكل مهموما بقضيته وبشعبه.
حديثى هذا سببه الهجوم الشرس والعنيف والذى أصبح مادة للسخرية والاستهزاء وأنا لا أبرئ نفسى من هذه الهرتلة العبثية لحالتنا الآن سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو أخلاقيا، فخضت مع الخائضين فى سيرة قطر وحكومتها ولم ننظر إلى أنفسنا وحالنا وما وصلنا إليه، وأقسم بأن العبثية والعشوائية أصبحت منهجا جديدا فى الحياة المصرية والكذب والنفاق أصبحا من مقومات الشعب المصرى، فكلنا نهاجم قطر على توتير وعلى الفيس بوك بأشكال مختلفة فى الوقت الذى نبحث فيه لأبنائنا عن وظائف بها وإن أنكر البعض هذا فلست سوى مقر ومعترف بهذا الأمر.
دعونا أيها السادة لا نعيب على قطر حقها فى طموح دولى قدر لها نتيجة ثرواتها وكيفية استثماره ونعيب على مصر تقاعسها وخنوعها وفشلها وتسولها.
سامى عبد الجيد فرج يكتب: كفانا هروبا إلى الماضى
الأربعاء، 17 أبريل 2013 06:40 م
الأهرامات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة