أحمد سعيد

اللواء صلاح زيادة وتطهير الداخلية

الأربعاء، 17 أبريل 2013 10:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لمدة عام ونصف، لاحظته هادئا متماسكا وصبورا تجاه الأحداث الأمنية المتلاحقة والتهديدات التى طالت مطار القاهرة الدولى، أخطر الحدود المصرية وأهمها على الإطلاق، ذلك المنفذ الذى يمر عبره ما يقرب من 30 مليون إنسان سنويا، أى ما يعادل دولة صغيرة..
عاما ونصف العام، تلك الفترة التى عملت فيها مندوبا لجريدة اليوم السابع بمطار القاهرة الدولى والتقيته هناك مديرا لأمن المطار، ورغم اختلاف طبيعة عملنا الصحفية لى، والأمنية له، إلا أننا كنا وجهين لعملة واحدة، الأولى صحفية تهوى كشف الفساد، والأخرى أمنية تحاربه للحفاظ على الداخل المصرى طاهرا من المهربين والجواسيس والمخربين بكافة ألوانهم.

كان الرجل أول من أنهى حالة العداء بين رجال الشرطة والجمارك بمطار القاهرة الدولى بعدما نشبت بينهما اشتباكات عنيفة كادت أن تؤدى إلى غلق صالات المطار أمام الركاب، بعدما رفض أحد رجال الشرطة الخضوع لتفتيش رجال الجمارك متهما إياهم بإساءة معاملته، ومع تزايد حدة الحديث بينهما وصل الأمر إلى حشد الرجال من كلا الطرفين للاعتداء على الجانب الآخر، فأسرع بالفصل بينهما دون التحيز لرجال الشرطة، ودعاهما للجلوس على مائدة واحدة وفتح حوار استمر من الساعة التاسعة ليلا وحتى الرابعة صباحا، حتى اطمأن إلى انتهاء الأزمة تماما وأن ما حدث لن يؤثر على سير العمل بمرافق المطار.

رفض دخول نجل أحد كبار قادة جنوب السودان إلى البلاد لحمله سلاح قنص داخل حقائبه، وذلك بالرغم من تدخل رجال أحد الأجهزة السيادية المصرية محاولين إنهاء إجراءات الراكب بحجة أنه راكب دبلوماسى ولا يجوز تفتيش حقائبه، ومن حقه دخول البلاد حتى وإن كان السلاح بحوزته، إلا أنه رفض، وأصر على تحرير مذكرة بالواقعة والتحفظ على السلاح وعدم السماح للراكب بحمله داخل الأراضى المصرية.

تمكن من اصطياد أكبر شبكة تركية لتهريب الآثار المصرية، وإعادة الآثار إلى السلطات قبل خروجها من البلاد، بعدما تمكن من اصطياد أحد عناصر تلك الشكبة خلال محاولتة الخروج من البلاد وبحوزته بعض القطع الأثرية، وكون فريق من رجال المباحث لتتبع خيوط القضية، وتم الكشف عن مخزن للآثار بمدينة 6 أكتوبر بداخلة أكثر من 700 قطعة أثرية نادرة، وعدد من المومياوات التى كانت تستعد الشبكة لتهريبها.

مهندس عملية الطائرة الليبية المفخخة، حيث أشرف على التعامل مع أول طائرة مفخخة تهبط على مطار القاهرة الدولى، وكان ذلك فى الذكرى الأولى لثورة يناير، وكانت طائرة ليبية، ووقتها أمر بسحبها إلى مهبط الطوارئ واستدعاء ضباط المفرقعات، ونجحت خطته فى إنزال القنبلة من الطائرة قبل انفجارها، والتعامل معها بعيدا عن جسم الطائرة والركاب، كما نجحت تحقيقاته فى ضبط المتهمين خلال ساعات معدودة، وكانوا جميعا ليبيين، ورغم عودة المتهمين إلى بلادهم، إلا أنه حافظ على سمعة أمن المطار نظيفة خالية من أية عمليات إرهابية.

ولمن لا يعلم طبيعة علاقة الصحفيين بالمسئولين الأمنيين تحديدا فلكم أن تعلموا أنها مثل الماء والزيت، لا يختلطان أبدا، بل هى علاقة "أوكسجينية" تساعد أكثر على الاشتعال، إلا أن الحال معه كان مختلفا، حيث كان يعمل بمبدأ عرض الحقائق للمشاركة فى اتخاذ القرار، وأذكر أنه من وافق على لقاء الصحفيين برجل الأعمال عمرو النشرتى فور عودته من لندن وتسليم نفسه إلى السلطات، وذلك رغم معارضة كافة القيادات الأمنية بالمطار حينها لهذا القرار، كما كان أول من أرسى مبدأ اللقاء الدورى بالصحفيين لمناقشة أوضاع مرافق المطار وطرح الأفكار لتطويره.

كانت هذه نبذة مختصرة عن اللواء صلاح زيادة مدير أمن مطار القاهرة الدولى السابق، ذلك النموذج الذى يمثل رجل الشرطة المصرى الذى قل الحديث عنه فى زحام المطالبات بتطهير وزارة الداخلية، فهو لم يستسلم للاضطرابات الأمنية والإحباط الذى يسود نفوس المصريين، فساعده تفانيه فى العمل على الارتقاء إلى منصب مساعد أول وزير الداخلية لشئون منطقة القناة حاليا، تلك المنطقة التى كانت الاشتباكات صفة غالبة على روتينها اليومى، وصارت حاليا من أهدأ محافظات مصر، كما ساعدته سمعته على ترشحه لمقعد رئيس مجلس إدارة النادى العام لضباط الشرطة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة