أكرم القصاص - علا الشافعي

إبراهيم داود

الخوف.. وأنفاق النهضة

الأربعاء، 17 أبريل 2013 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
> يبذل الواحد منا جهدا خرافيا لكى يظل منسوب التفاؤل فى مستوى آمن، يحاول أن يبحث وسط كراكيب الأحداث عن أشياء تثبت أن الثورة نجحت أو فى طريقها للنجاح، البحث عن منطقة آمنة أصبح حلما بعيد المنال، لا توجد منطقة آمنة فى الحياة أو التفكير أو الكتابة أو العبور ليلا من شارع إلى آخر، لم يعد الشارع شارعنا، لم يعد شارعا، تم ابتلاعه بالاتفاق مع النظام الجديد المتجهم الغليظ، النظام الذى يستعمل كل الطرق المؤدية إلى الفجاجة، يعتقد القائمون على أحوال الناس أنهم انتصروا على الناس، منذ التهديد بإشعال البلد لو لم ينجح مرشحهم للرئاسة، وحتى التهديد باستدعاء جيشهم ومحاصرة «المصريين»، فاز مرشحهم، ولم يستثمر قادته الفرصة للعبور نحو الأيام التى كنا نحلم بها، أيام القانون والعدالة والبساطة والرقة والحزم والغناء الجماعى لمصر المعنى والمكانة والتاريخ والجغرافيا والناس، أدخلوا البلد فى كابوس ندعو الله أن يخرجنا منه سالمين، لم أكن فى يوم من الأيام خائفا على الطيبة التى حددت طبيعة المصريين مثل هذه الأيام، أصبح للخوف رائحة تشمها وأنت بمفردك، إنهم يسنون أمراضهم للانقضاض على الذين أتوا بهم، قرروا أول ما قرروا أن ينتقموا من الفقراء، رفعوا أسعار الكهرباء والغاز والماء والدواء، قرروا حل مشاكلهم على حسابهم، فى الوقت الذى يمنح مستثمريهم كل المزايا، اتفقوا مع نخبة مبارك الاقتصادية على الشعب، هم يخرجونهم من السجون واحدا تلو الآخر، ولا تستبعد أن يتولى الوزارة المقبلة أحدهم، وربما رشيد محمد رشيد، هم يفاوضون رجال الأعمال الذين يعملون معهم قبل الثورة للحفاظ على حرية التجارة العالمية وإيهام الرأى العام أنهم مصرون على استرداد أموال الشعب، تماما كما تحدثوا عن القصاص للشهداء، نحن أمام نوع غريب من التجارة والتجار، نوع يعتبر الفقير شخصا يستحق الزكاة لا رعاية الدولة، نوع ينظر إلى الآخرين على أنهم أقل شأنا، ولا تعرف «بأمارة أيه؟»، أوهموا الغرب على أنهم قادرون على تحقيق مصالحه ومصالح الرأسمالية الشرسة وأمن إسرائيل، أعطوا تل أبيب فرصة للمزايدة بيهودية الدولة، إنهم يجرفون مصر من قلبها ولا مانع عندهم من تقطيع أطرافها، لكى تزدهر تجارتهم، جعلوا الخوف ينمو فى الشرفات، قللوا منسوب الأكسجين فى الجو، مهدوا الطريق أمام الوحشة واستدعاء الماضى الكئيب الذى تجاوزته مصابيح البشرية، سرقوا البهجة من الناس، البهجة التى قامت الثورة وضمن أهدافها.. رعايتها.

> «ضبطت لجنة الوقود بحزب الحرية والعدالة سيارتين تحملان 3200 لتر سولار فى طريقها إلى سيناء عبر نفق الشهيد أحمد حمدى»، هذا الكلام منشور على موقع الحزب على الفيس بوك، ويؤكد أن لجنة الوقود فيه «والتى تستخدم سيارات الدولة لتوزيع الأنابيب أيضا» تعمل بكفاءة، وكنت أتمنى أن تقف هذه اللجان أمام أنفاق الشراكة مع غزة، الخبر مفزع، وعلى أساسه نحتسب عند الله الدولة المصرية، لا تعرف من سمح لهؤلاء بانتحال صفة مباحث التموين أو الجيش أو المباحث ومن أعطاهم حق الضبطية؟ وأين؟.. فى نفق الشهيد أحمد حمدى، والذى حسب علمى يقع تحت سيطرة الجيش، كيف يترك الجيش الوطنى أفرادا «بصرف النظر عن انتمائهم» يقومون بعمل من أعمال السيادة فى شريان الشهيد، من أعطاهم سلطة الاطلاع على هويات العابرين؟ نحن على أعتاب كارثة حقيقية، لأنه أصبح من حق أى مجموعة أن تقوم بدور الدولة طالما جاء محمد مرسى بالصندوق، من حق أى مجموعة أن تنصب الفخاخ للتعجيل بهدم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى بشرت بها الثورة، ومن حق صلاح عبدالمقصود أن يقول إن الأوضاع أصبحت أفضل، ويقول أيضا: «يجب أن نعطى الفرصة للنظام الحالى ليستكمل البناء والنهضة.. هناك طفرة فى جميع مؤسسات الدولة»، وصلت النهضة إلى النفق، وتجاوزته إلى تطعيمات الأطفال، ففى الطالبية ومع حملة التطعيم بالجرعة الثانية ضد شلل الأطفال، ظهر الحزب بكثافة وتواجدت فتيات يحملن كارنيهات الحزب ورسمن على وجوه الأطفال.. إنهم يحاولون إقناع الناس بأنهم يطعمون الأطفال من جيوبهم، وربما يحاولون تجنيد حديثى الولادة فى معارك الصناديق.. الوشيكة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة