الأطفال والالتهاب الكبدى الفيروسى

الأربعاء، 17 أبريل 2013 08:18 م
الأطفال والالتهاب الكبدى الفيروسى صورة أرشيفية
كتبت أسماء مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشرح لنا دكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى أن هناك أنواع من الفيروسات تصيب كبد الأطفال منها الفيروس «أ»، «ب»، «ج».

يتعرض الأطفال «3 - 5 سنوات» للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى «أ»، بسبب عدم توافر الشروط الصحية الأساسية، وفرص انتقاله من طفل إلى آخر قليل فى المدارس، إلا أن العدوى تنتشر بشكل أكبر داخل رياض الأطفال.

فمن أسبابه شرب مياه/ ثلج ملوث، أو تناول أطعمة ملوثة وغير مغسولة جيدا كالأسماك البحرية النيئة والخضراوات والفواكه.

وللذباب دور كبير فى نقل الفيروس، وكذلك يتسبب هذا النوع من التهابات الكبد فى خروج الفيروس عبر إفرازات المريض كاللعاب والبول والبراز.

لذا يجب أخذ الاحتياطات الوقائية بغسل الأيدى بالماء والصابون عند ملامسة المريض أو برازه، والذى يكون مُعديا خلال أسبوعين من المرض.

وللوقاية يمكن أخذ مصل Immune globulin خلال أسبوعين من احتمال الإصابة بفيروس «أ».

أما أعراض هذا الالتهاب الكبدى فهى: الشعور بآلام بالبطن والبدن، وتحول لون البول ليصبح داكنا «كمنقوع العرقسوس»، مع حدوث فقدان الشهية والضعف والغثيان والقىء والإسهال والجفاف الشديد والحمى، مع اصفرار لون الجلد وبياض العينين.

وتبدأ الأعراض فى الاختفاء خلال أسبوعين، لكن على الطفل الراحة التامة، وتناول الطعام المغذى الغنى بالمواد السكرية والنشويات، وتناول سعرات عالية من البروتينات و«اللحوم»، والإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة، مع تجنب جفاف الجسم، عبر تناول السوائل من ماء وعصائر. مع استخدام المسكنات لتخفيف الحرارة وتسكين الألم.

كما أضاف دكتور أيمن أبوالعلا أنه من النادر أن يصاب الطفل بعدوى فيروس «ب» أو «ج» التى تحدث عن طريق الحقن الملوثة أو تلوث الجروح/ اللثة بأدوات الحلاقة والتجميل، وفرش الأسنان الملوثة، أو الأدوات الجراحية غير المعقمة إذا ما تعرض الطفل لإجراء جراحة ما.

كذلك عن طريق نقل الدم أو أحد مشتقاته. أما الأعراض المرضية للالتهاب الكبدى «ب» فيمكن أن تشمل: يرقان «اصفرار الجلد والعينين»، تحول البول إلى اللون الداكن كلون الشاى، تحول البراز إلى اللون الفاتح، أعراض كأعراض «الأنفلونزا» «فقدان الشهية، ضعف عام وإعياء، غثيان وقىء، حمى، صداع أو ألم فى المفاصل، طفح جلدى أو حكة، ألم فى الجزء الأيمن العلوى من البطن، لكن يمكن أن يتحول الفيروس الكبدى «ب» إلى مرض مزمن بالكبد. التطعيم ضد هذا الفيروس يخفض نسبة إصابة الأطفال به ويؤخذ على هيئة ثلاث جرعات فى الشهر الثانى والرابع والسادس من عمر الطفل.

لكن بالنسبة لحوالى 25% - 50% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، و90% من حديثى الولادة المصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى «ب» قد لا يستطيعون التخلص من هذا الفيروس ويصبحون بذلك مصابين «أو» حاملين لهذا الفيروس، أى بإمكانهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين.

عادة لا تظهر على حامل الفيروس أعراض للمرض كما أن إنزيمات الكبد لديه تكون طبيعية لكنه يظل مصاباً لسنوات عديدة ويكون قادراً على نقل الفيروس لغيره.

كما أن قلة منهم يكونون عرضةً أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الكبدى المزمن والتليف وأورام الكبد.

والمصاب بالمرض فتكون إصابته مزمنة، أى لم يستطع التخلص منه خلال ستة أشهر مع وجود ارتفاع فى أنزيمات الكبد. يتم تأكيد الإصابة المزمنة عن طريق أخذ عينة من الكبد وفحص نشاط الفيروس فى الدم أو ما يسمى بتحليل الـ PCR. وهذا يعنى أن الفيروس يهاجم الخلايا، وإذا استمر هذا الالتهاب المزمن النشط لفترة طويلة فمن الممكن ظهور أنسجة ليفية داخل الكبد وهذا ما يسمى بالتليف الكبدى. والتليف يؤدى إلى خشونة الكبد وتورمها، الضغط على الأوردة مما يعيق تدفق الدم فيها ومن ثم يرتفع ضغط الوريد البابى مما يؤدى إلى ظهور دوالى فى المرئ والمعدة أحياناً والتى قد تنفجر مسببة نزيفاً دموياً يظهر على شكل قىء دموى أو تحول لون البراز إلى اللون الأسود، وقد يؤدى إلى ظهور الاستسقاء والتعرض لحدوث اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية، قابلية أكبر لظهور أورام الكبد، لقد ثبتت فاعلية الإنترفيرون Interferon فى السيطرة على الالتهاب الكبدى الفيروسى «ب».

يعد فيروس «ج» من أخطر الفيروسات المدمرة للكبد سواء للصغار أو الكبار. تكمن خطورة هذا الفيروس فى إنه يصيب الطفل دون ظهور أعراض تجذب اهتمام المحيطين به، ولا يوجد تطعيم له. فى كل الأحوال يلزم مراجعة الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة الكبد. مع عدم استعمال الأدوية إلا بعد استشارته وتحت إشرافه، وتناول الغذاء الصحى المتوازن.

تليف الكبد عند الأطفال تليف الكبد Liver Cirrhosis عند الأطفال له أسباب منها: التهاب الكبد المزمن النشط، قد يبدأ فى حديثى الولادة من عدوى بفيروس ب أو ج، أو يبدأ فى سن متأخرة أو عند البلوغ من التهاب مناعى ذاتى، تراكم الحديد فى الكبد، قد يكون خطأ أيضياً وراثياً، أو ينجم من تكرار نقل الدم للطفل المريض بالأنيميا أو فقر الدم anemia كما فى «الثلاسيميا»، تراكم النحاس فى الكبد، مرض انسداد الأوردة الكبدية الصغيرة، بلهارسيا الكبد «أطفال المدارس»، أخطاء أيضية «ميتابولزمية»، منها مثلاً مرض ولسون، ومرض فانكوني، وتراكم الجلاكتوز فى الدم، وتراكم الجليكوجين فى الكبد، أمراض ركود الصفراء المزمن، وأسبابه كثيرة، قد يؤدى إلى تليف الكبد الصفراوى «المرارى». فى هذه الحالات من تليف الكبد عند الأطفال، توجد الأعراض والمضاعفات نفسها التى تُشاهد فى البالغين: ارتفاع ضغط الوريد البابى، تضخم الطحال، دوالى المرىء، الاستسقاء، الغيبوبة الكبدية، العناكب الشريانية، اختلال وظائف الكبد إلخ.

التهاب الكبد ذاتى المناعة التهاب الكبد ذاتى المناعة Autoimmune Hepatitis مرض كبدى «غير معروف الأسباب الحقيقية» لخلل فى المناعة مما يتسبب فى تعامل الجهاز المناعى مع خلايا الكبد على أنها «جسم غريب». ووفق «المضادات الذاتية الموجودة فى الطفل، قسم الاختصاصيون هذا المرض إلى ثلاثة أنواع.

قد يترافق مع هذا النوع من التهاب الكبد «المزمن» عدد من أمراض المناعة الوراثية الأخرى، كأمراض الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدى، والوهن العضلى الوبيل، والتهاب كبيبات الكلى إلخ. على وجه العموم تبدو على المريض علامات لحدوث الالتهاب الكبدى، وشعور بالإرهاق والدوخة، وآلام بالبطن، والمفاصل والعضلات. قد يتطور المرض إلى تشمع، وفشل فى الكبد. يفضل الإسراع والتبكير بمراجعة الطبيب الذى يصف علاجات لتخفيف الأعراض المرضية. تتحسن حالة نسب كبيرة من الأطفال المصابين به، الكبد الدهنى.

ينتج الكبد الدهنى عن زيادة مقاومة الأنسولين فى الجسم.
ويتشحم الكبد إذا زادت نسبة دهن الكبد عن 5% من وزنه، هذه الشحوم هى من نوع ثلاثى الجلسريد Triglycerides، ويعزى سبب تراكمها إلى خلل ذاتى فى كيمياء الخلايا الكبدية وفشلها الوظيفى، أو ارتباط بالداء السكرى، أو اتخام الكبد بالوارد إليه من المواد الغذائية، دهناً كانت أو كربوهيدرات. ينقسم تشحم الكبد «وفق الفحص المجهرى لعينة كبدية» إلى نوعين رئيسين ولكل من هذين النوعين أسبابه وعلاماته الإكلينيكية، وأحياناً يجتمع النوعان فى كبد مريض واحد:
1- تشحم كبير الحويصلات الدهنية، حيث قطرات الدهن فى الخلايا الكبدية كبيرة الحجم.

له أسباب كثيرة، أهمها: البدانة «السمنة» حيث تشحم الكبد يتناسب طردياً مع الزيادة فى وزن الجسم. لأن مخزون الدهن فى البدن يتحلل إلى أحماض دهنية وجلسريدات تغرق الكبد فيختل توازنه. كبد البدينين عادة حميد العاقبة، ووظائفه الكيميائية طبيعية أو شبه طبيعية، إلا أنه قد يتليف، خاصة إذا صاحبه مرض السكر «البول السكرى»، وعموما يستطيع الكبد الدهنى أن يستعيد توازنه ويتخلص من دهنه إذا التزم البدين بإنقاص وزنه وتنظيم غذائه «بالحمية» المناسبة، وممارسة الرياضة.

2- صغير الحويصلات الدهنية، حيث قطرات الدهن صغيرة. من أسبابه: اليرقان بأنواعه المختلفة، والفشل الكلوى.

تضخم الكبد نتيجة نقص البروتين، نقص البروتين سبب شائع يصيب الملايين من فقراء البلاد الاستوائية ومناطق المجاعات. من أشد صوره مرض» كواشيوركور فى لغة غانا تعنى الولد الأحمر. هذا المرض يصيب الأطفال فيما بين 6 ـ 18 شهراً، أى بعد الفطام وحرمان الطفل من بروتين اللبن واعتماده على السكريات والنشويات. يفقد الطفل شهيته، ويتوقف نموه، يحمر جلده ويتقصف شعره، ويتورم بالماء وينتفخ بطنه، ويصبح فريسة سهلة للعدوى بالميكروبات والطفيليات كالملاريا والإنكلستوما. يتضخم الكبد ويتشحم بالدهن كبير الحويصلات.

التسمم الكبدى، قد يتعرض كبد الأطفال لتسمم نتيجة تراكم الأمونيا بسبب وجود عيب وراثى فى الجينات الخاصة بتحويل الأمونيا إلى بولينا، وحالة عدم تجلط الدم.

ويؤكد دكتور أيمن أبو العلا فى النهاية أن كل حالة لها طريقة للعلاج وأن التشخيص الصحيح لنع المرض يساعد على العلاج ويحقق نتائج جيدة باذن الله.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة