قال نشطاء من المعارضة السورية إن مقاتلى المعارضة صدوا تقدما لقوات الحكومة قرب طريق سريع استراتيجى فى شمال سوريا اليوم الثلاثاء، فى معارك شرسة من المتوقع أن تسفر عن إصابات بالغة على الجانبين.
ويصارع الجانبان من أجل السيطرة على طريق سريع يعد الطريق الرئيسى المؤدى إلى حلب أكبر المدن السورية، بعد أن كسرت قوات الرئيس بشار الأسد حصارا لمقاتلى المعارضة دام ستة شهور لقاعدتين قرب الطريق.
ويسعى مقاتلو المعارضة لاستعادة الحصار على القاعدتين المتمركزتين خارج بلدة معرة النعمان فى محافظة إدلب، لأن تقدم الحكومة قد يخل بميزان القوى فى قلب الشمال الواقع تحت سيطرة المعارضة.
وإذا تمكن الجيش من السيطرة على الشريان الرئيسى إلى حلب فقد يعزز ذلك من خطوط إمداده الهشة، ويضرب بشكل أكبر مقاتلى المعارضة الذين رغم مكاسبهم ما زالوا عرضة لهجمات جوية يومية على بلدات تقع تحت سيطرتهم.
وحافظ مقاتلو المعارضة على عملية الحصار، رغم التكاليف الفادحة فى الأرواح والسلاح للإبقاء على حصار الجيش فى قاعدتى وادى الضيف والحامدية.
وعجزوا عن اقتحام القاعدتين وانتقدهم البعض فى المعارضة لتقليصهم من قواتهم جراء الاقتتال فيما بينهم ونشر الكثير من الوحدات فى بلدات أخرى.
وذكرت وسائل إعلام أن قوات الحكومة تمكنت يوم الأحد من كسر حصار مقاتلى المعارضة، إلا أن نشطاء على صفحة للمعارضة على فيس بوك قالوا إن مقاتلى المعارضة تمكنوا من طرد قوات الأسد من قرية التح اليوم لتعود القوات إلى بلدة بابولين جنوبا.
وقال رامى عبد الرحمن رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا لرويترز هاتفيا "تمكن مقاتلو المعارضة من التقدم فى هجومهم المضاد، ستكون هناك خسائر فادحة من قتلى ومصابين، ولكن لا يمكن أن نقدم أرقاما محددة بعد، وأضاف أنه لم تتضح بعد الجهة التى تحقق انتصارات فى الاشتباكات خلال الشهور المنصرمة.
وبعد مرور عامين على الانتفاضة ضد الأسد تقاتل قوات الحكومة من أجل الإبقاء على السيطرة على المدن، وسيطر مقاتلو المعارضة على العديد من المناطق الريفية والبلدات.
وتقدم مقاتلو المعارضة فى شمال سوريا قرب تركيا ومحافظة درعا الجنوبية قرب الأردن، إلا أن قوات الحكومة أبعدت مقاتلى المعارضة عن وسط دمشق، واحتفظت بأكثر من نصف حمص ثالث أكبر المدن السورية.
وبدأت الانتفاضة السورية كحركة احتجاجية ضد أربعة عقود من حكم عائلة الأسد، وتحولت بعد ذلك إلى صراع أسفر عن سقوط 70 ألف قتيل على الأقل.
وأرغمت هجمات مقاتلى المعارضة الجيش على التخلى عن عدد من القواعد فى شمال سوريا ومعظم الطرق المحيطة بحلب وإدلب.
ولم يحقق الجيش بعد فوزا حاسما فى المنطقة، ولكن تقدمه الأخير وجه ضربة لمقاتلى المعارضة، وأحصى عبد الرحمن أكثر من 50 شخصا من صفوف مقاتلى المعارضة بين قتلى أو مفقودين فى معركة يوم الأحد.
واتهم نشطاء فى معرة النعمان التى عانت من غارات جوية يومية ونيران مدفعية بسبب الحصار، مقاتلى المعارضة، بالتسبب فى هذا الإخفاق لعدم حلهم التوترات المتزايدة بين جماعة الإسلاميين ووحدات المقاتلين الأكثر اعتدالًا من الناحية السياسية، ولكن الأقل فاعلية من الناحية العسكرية.
وقال عبد الرحمن إن الكثير من الوحدات القتالية الرئيسية التى كانت متمركزة فى المنطقة من قبل انتقلت إلى بلدات الرقة ورأس العين والحسكة فى شمال شرق البلاد، والتى سيطر عليها مقاتلو المعارضة تحت قيادة كتائب إسلامية.
ومع تحرك وحدات مقاتلى المعارضة صوب ساحات معارك، حققوا فيها نجاحا، يتقدم الجيش صوب مناطق حقق فيها مكاسب حول حلب وإدلب ودمشق.
مقاتلو المعارضة يدفعون قوات الأسد بعيدًا عن طريق سريع شمال سوريا
الثلاثاء، 16 أبريل 2013 04:29 م