اكتب مذكراتك علها تذكرك بما تحارب النسيان من أجله، أكتبها ربما ذكرتك بحب عمرك لكنها لا تصنعه من جديد، أكتبها عن كرامتك لكنها لا تعيدها إن فقدتها، اكتبها عن بطولاتك لكنها لا تديمها إن تركتها، إن المذكرات لا تنفع إلا من يعمل على الانتفاع بها فى حركة مستمرة لدب الحياة فيها بكل لحظة بدون يأس أو ملل، لا تتذكر ذكرياتك الجميلة تذكر العاجز المتحسر على فواتها، بل تذكرها تذكر العامل المصر على تجديد جمالها، أكتب ذكرياتك.. أكتبها.. ثم أكتبها.. ثم أكتبها لتفعلها، ستنتقل يوماً من صفحة ذكرياتك إلى صفحة أيامك، إن نقلتها من صفحة آلامك على فواتها إلى صفحة أعمالك لتحقيقها، لا تظن أن جمالها يأتى كالبرق يضىء لحظة ثم يفوت، ولكن أجعلها كضوء الشمس تهب الحياة للنبات فتنقذه قبل أن يموت، ضوء ينصرف بهدوء عند حضور القمر لكنه واثق أنه حتماً بالفجر سيعود، ليبدد سواد ظلام الليل ويكشف جمال الألوان بكل مكان، فيتحول السواد إلى شجرة تستظل بها، ونهر تشرب منه، تلك هى الذكريات الجميلة، تتذكرها لتعمل بها فتنفع، لا لتتحسر عليها لتعجز، كن كقطرة المياه على الصخر لا تمل من محاولة التكرار، ألا تتعجب حين ترى تشقق الصخر لتجرى من بينه الأنهار.
محمود كرم الدين محمود يكتب: ذكريات بطعم الشمس
الثلاثاء، 16 أبريل 2013 12:30 ص
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احسان محمد على شنور
الذاكره والذكريات
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود ـ كاتب المقال
شكراً أ: إحسان محمد