د.محمد قنديل يكتب: هل نحن شعب متدين حقا؟!!

الثلاثاء، 16 أبريل 2013 01:46 م
 د.محمد قنديل يكتب: هل نحن شعب متدين حقا؟!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راجت بيننا نحن المصريون مقولة إننا شعب متدين بمسلميه ومسيحييه ورغم أننى لست على يقين من مصدر هذه المقولة وما إﺫا كانت نتيجة استبانات رأى حقيقية أو دراسات إحصائية مدققة إلا أن شعورى الشخصى هو أن هذه المقولة ليس لها فى واقعنا المعاش من ظل إلا فى عدد مآﺫن المساجد وعدد أجراس الكنائس التى تدق ووجود الأزهر الشريف فى بلادنا.

والحقيقة أن التدين ليس أمرا مقصورا على أمور العبادات وحدها، فليس كافيا أن تكون مصليا مؤديا للفروض التى عليك لكى تكون متدينا، بل يلزم أن تكون صادقا لا كاﺫبا متقنا لعملك لا متهربا منه. التدين الحقيقى يحث الفرد على الأخلاق الحميدة ويؤثر فى جوانب الحياة المختلفة الأسرية منها والمجتمعية فأين نحن من هذا؟

لنسأل أنفسنا هل يؤدى كل منا عمله على الوجه الأكمل.... أعلم أنا وأنت أن الغالبية العظمى من الموظفين العاملين فى دواوين الحكومة المصرية يفطرون فى مقار عملهم ويستقطعون لذلك أوقاتا كان ينبغى أن تكون لخدمة المترددين عليهم من المواطنين... أو لم يعلم هؤلاء أن العمل عبادة !!... كم مرة ﺫهبت لقضاء مصلحة فى مكان عام كجهة حكومية أو بنك مثلا فاضطررت للوقوف فى طابور وفوجئت بأحد المتنطعين يأتى ليحاول الالتفاف على كل من فى الطابور واستثنائه لأنه مستعجل، متناسيا أن من يقف محترما دوره فى الطابور ربما يكون أكثر منه عجلة ولكنه احترم النظام.. هل هذا التنطع من الدين فى شيء!!

هل ترجلت يوما على قدميك لنصف ساعة أو ربما أكثر قليلا فى أى من شوارع العاصمة المكدسة واستمعت بأﺫنيك إلى الشجارات التى تحدث بشكل شبه دائم ويسب فيها الناس بعضهم بعضا دون وازع من دين أو حياء!! هل ما نطالعة من جرائم يومية فى الصحف من قتل وسرقة وتحرش وعقوق والدين يعطى أى إيحاء بأننا شعب متدين أم أنه يعطى انطباعا بالنقيض؟.. انظر إلى الجرائم المستحدثة كبيع العملات الأجنبية فى السوق السوداء والسباب والتشهير بالآخرين على صفحات الإنترنت.. هل هذا من الدين فى شيء؟

ألم تصادف تاجرا أو تجارا من أسابيع قليلة أخفوا عن عمد سلعا لمعرفتهم مقدما أن أسعارها سترتفع.. أخفوها لمضاعفة مكاسبهم... ثم تأمل معى هؤلاء الذين لا يعبأون بقواعد ولا نظام فى الشارع من قادة المركبات كالتوكتوك والموتوسيكلات – ولا استثنى السيارات- وكثيرون منهم من المصلين.. ألم يعلموا أن رسولهم محمد عليه السلام قال فى حديث له "أعط الطريق حقه".. هل يندرج هؤلاء تحت لقب المتدينين؟

هل هان علينا الدين إلى هذا الحد؟ لسنا متدينين بحال فقد اختزلنا الدين – للأسف الشديد – فى المظهر الخارجى فقط وفصلنا العبادات عن المعاملات فأصبحنا فى تديننا مثل المنافق الذى يظهر غير ما يبطن... وحقا يقول الخالق سبحانه وتعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة