إن مصر أصبحت كالجسد العليل الذى أصابه كثير من الأمراض نتيجة ما مر به، على مدار العقود المتعاقبة من إدارات فاشلة. بعض هذه الأمراض هو مثل الالتهابات الخلوية المؤلمة التى قد تفيد المسكنات فى تخفيف حدة الألم ولكن يجب إعطاء المضاد الحيوى المناسب ليقضى على الميكروب المسبب لهذا الالتهاب ويمنع انتشاره أو مضاعفاته.
والبعض الآخر مثل البؤر الصديدية لن تفيد المضادات الحيوية والمسكنات إلا بعد فتح هذه البؤر وتنظيف ما تحتويه من صديد وأنسجة تالفة ومداومة الغيار للحصول على جرح ملتئم على أنسجة جديدة وسليمة.
إن فتح هذه البؤر الصديدية سوف يؤدى إلى بعض التأذى من رائحة عفونة الصديد ولكنها هى السبيل الوحيد للتخلص من هذه السموم ووقف تأثيرها الموضعى والعام والحصول على أنسجة قوية معافاة.
والأخطر أنه أصابها بعض الأورام منها الخبيث الذى ينتشر فى موضعه فقط ومنها التى انتشرت فى أجزاء كثيرة من الجسم وأصابته بكثير من الوهن.
وأما بالنسبة للأورام الخبيثة المحدودة فالقاعدة هى استئصالها فورا حتى لا تزداد مساحة توغلها وتكون الخسائر فى كم الأنسجة المستأصلة أكبر وفترة الشفاء وعودة العافية أطول بكثير.
أما الأورام الخبيثة التى انتشرت فى أجزاء عديدة من الجسد فعلاجها هو التحدى الحقيقى. ويجب أن تكون هناك إستراتيجية واضحة للتشخيص الدقيق لهذه الأورام بداية من تحديد أصل الورم وثانوياته وتحديد مدى الانتشار الموضعى والعام وتحديد خطة العلاج مع دراسة دقيقة للمضاعفات المتوقعة لهذا العلاج ويكون الهدف الرئيسى هو الحصول على الشفاء التام واختفاء هذا الورم وثانوياته تماما من الجسد ، ليعود الجسد إلى حيويته ويعمل بكل طاقاته الطبيعية، مع وضع خطة مستقبلية دقيقة لمحاربة أسباب هذه الأورام ومنع عودتها مجددا.
والقاعدة الأساسية أيضا هى استئصال أصل الورم والقضاء على ثانوياته بطرق علاج أخرى بناء على خطة مدروسة وواضحة.
ولا يقلقنا كثيرا بعض الآثار الجانبية للعلاج ما دمنا نسير بخطة العلاج المناسبة والصحيحة فسوف تؤدى فى النهاية بإذن الله إلى الشفاء مهما صاحبها من عوارض كريهة أو أعراض إجهاد.
ولا يفوتنا أن ننتبه أن الجسد الذى يصاب بالوهن من كل تلك الأمراض، تصاب أجهزته بالتبعية بالخلل الوظيفى وعدم التناغم فيما بينهم كما تصاب الروح بالاكتئاب مما يزيد حالة الوهن العامة ويقلل من القدرة على مقاومة هذه الأمراض. ولذلك وجب العمل فورا على رفع الكفاءة الوظيفية لمختلف الأجهزة وزيادة حالة التناسق والتناغم فيما بينهم. مع العمل على بث روح التفاؤل ورفع الروح المعنية مما سيزيد من المناعة لمقاومة هذه الأمراض وسرعة الشفاء. إننى أستطيع أن أجزم أن الأوطان قادرة على الشفاء التام بإذن الله من كل الأمراض التى تصيبها على فترات من تاريخها، مهما كانت خطورة وانتشار هذه الأمراض، بشرط توفر العزيمة والإخلاص والتفانى لأبناء هذا الوطن فى القضاء على تلك الأمراض.
د.عاطف الجمل يكتب: عبقرية طرق العلاج من الجراحة إلى السياسة
الثلاثاء، 16 أبريل 2013 06:33 م
الرئيس مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة