مختار خالد يكتب: انتبه فأنت تبحث عنها

الإثنين، 15 أبريل 2013 08:54 ص
مختار خالد يكتب: انتبه فأنت تبحث عنها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تجد الحياة حالكة الظلام، وتتبدد معانى الحياة وتتبخر من أمامك، وتشعر أنك وحيد ذاتك حبيس صندوق ضيق أطلقوا عليه ذات يوم لفظ الحياة، وتحمل فى داخلك أشياء لا تفهمها، وعلامات لا تدركها، وأحاسيس لا تتحملها، ومشاعر ثائرة لا تترجمها، فتكاد من شدة كتمان الألم أن تنفجر، عندئذ توقف وانتبه واعلم أنك تبحث عنها...

عندما تفقد الأمل كل الأمل فى كل شيء كنت تعتقد يوما أنه آخر ما تبقى لديك لتقوى به، وآخر ما انتمى لذاتك الرافضة الانتماء إليك، وآخر ما صدقته، وآخر ما رسمته، وآخر ما أحببته فكرهته بعدما استحال لك أن تكره شيئا اعتبرته ذاتك الخالدة فرحل معلنا كذبه وكذبك، وتركك دون ذات تأمن بها فتأخذك الحيرة بعدما تفشل كل الطرق لديك وتتساءل مِـن أين بدأت وإلى أين انتهيت؟، وتأخذك حيرتك ماذا هى؟ وكيف هى؟ وأين هى؟!!!
عندئذ أيضا عليك بالانتباه فأنت تبحث عنها...

عندما تعتقد أنك قد تملكتها، ويطمئن قلبك أنها لن ترحل عنك، وتتيقن بأنها ستظل لك، وتعلن التمرد على كل شيء سواها، مكتفيا بها، ومعتمدا عليها، وعائدا إليها، وكافرا بفكرة رحيلها ذات يوم، ثم تأتى لحظة ضياعها منك لتبحث عنها، أين ذهبت؟ لا تجدها، عندها تتذكر كم حذروك بأنها لن تدوم بجوارك، وعندها تذهب بعيدا خارجا من ذاتك التى لا تتحملها، وعندئذ أيضا تذهب للبحث عنها...

عندما تتمرد عليها معترضا على غيابها للحظات برغم تواجدها لسنوات لا تفارقك، تحيطك من كل اتجاه، ينظر إليها الجميع يرونها معك وأنت لا تدرك حجمها بجوارك، وتأتى لحظة غيابها، فقط هى تغيب لتشعر أنت كم كنت مخطئا فى تقديرها، فقط هى تغيب لتدرك أنت كم هو عظيم دورها، ولكنك مع لحظة الغياب لا تدرك أنها ستلقاك قريبا، وتعلن تمردك يخدعك الظن بأنها قد ودعتك للأبد، وتظل بالرغم من كل شيء تبحث عنها...

عندما تنال شيئا منها فتطمع فى المزيد، وتنال المزيد فتسعى للجديد، ولا تكتفى منها أبداً، ولا تـحدث إلا عن قلة ما رأيته منها، ولا تصدق بأنها زارتك كثيرا، ومنحتك ما ليس له مثيل، وهجرتك نادرا وقليلا، وتذهب طارقا كل الطرق فى البحث عنها...

عندما تكون بجوارك ولا تشعر بها، وأمامك ولا تراها، ساطعة ًيراها الآخرون، فلا تنكر وجودها، اعترف بخطئك فى
تكرار البحث عنها...

أما زلت يا صديقى لا تعلم عمن أتحدث؟!!!
أما زلت لا تعلم عما تبحث أنت؟!!!

إنها السعادة يا عزيزى، انتبه بشدة فأنت تبحث عن السعادة، السعادة التى تنكر وجودها، أو توهم عقلك الغافل بأنها ذهبت عنك بلا عودة، تطرق أبوابا كثيرة سائلا عنها ولكنها لا تختبئ خلف باب ولا حاجز، فكيف تفقد الأمل فيها!!!

إنها السعادة التى لا يجب أن تربطها وتقيدها بشيء تمتلكه فيضيع منك، فقد تضيع ممتلكاتك، وتفقد أحباءك، ولكنك لا تفقد السعادة...

إنها السعادة تأتى إليك وتذهب، فلا تطمئن لتواجدها فى كل تفاصيل لحظات حياتك، فإن ذهبت تارة فاعلم أنه يجب عليك أن تذوق طعم الألم لكى تتذوق طعم السعادة، فإن رحلت فهى عائدة، وإن مكثت فهى لا تبقى للأبد، فهناك لحظات سعادة ولحظات ألم وبينهم دقائق حائرة أنت من تحدد مصيرها...

إنها السعادة التى لا تحتاج بأن تجمع منها وتحصى ما جمعت، فهى أرقى من ذلك، ويكفى بأن تلمس مشاعرك ذات يوم عندها ستكون سعيد ما شئت أن تتذكر إحساسك بها...

نعم هى السعادة الموجودة دائما معك وبجوارك، فمهما كانت الحياة حالكة الظلام فسيهل عليك الضياء إن أردت أنت أن تنزع تضاريس الظلام من قلبك، وتخليت عن معنى الألم، وامتلكت الأمل كل الأمل فى تلك السعادة...

نعم فأنت سعيد فقط إن اعتقدت ذلك، نعم هى السعادة بداخلك فانتبه أنت لا تحتاج للبحث عنها







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

د.السيد احمد

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صالح

هايل

فكره جميله و اسلوب منطقى سلس

عدد الردود 0

بواسطة:

sawda

WoW

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة