د.نيازى مصطفى

الدولة الجديدة

الإثنين، 15 أبريل 2013 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قامت الثورة المصرية منذ بدايتها فى عام 2011 بمحاولة لتغيير وجه هذه البلاد، وأن تكون هناك دولة جديدة ككل البلدان التى قامت فيها ثورات وبخاصة تلك الثورات التى أحدثت تغييرات جذرية، كانت الثورة تهدف إلى التغيير الجذرى لجميع الأوضاع الحياتية التى نعيشها فرفعت شعار: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهذه الشعارات هى فى الحقيقة شعارات التغيير الجذرى لصورة الحياة فى بلادنا فهى تنادى بالعيش وهو ما يعنى طلب المصرى أن يحيا فى ظروف اقتصادية ملائمة، وكذلك نادت بالحرية ويعنى للمصرى أن يمارس الحرية على كافة أشكالها وصورها وأن تكون حرية بلا قيود، وكذلك نادت بالعدالة الاجتماعية وتعنى للمصرى التقريب بين الطبقات الاجتماعية والتى كانت قد اتسعت كثيراً جداً فى عهد مبارك تحديداً، ووضع حد أدنى للأجور يتناسب مع مستويات المعيشة ويكفل التدابير والوسائل التى تحقق التوازن بين الأجور والأسعار وأن تكون عوائد التنمية موزعة على جميع المواطنين، وكذلك نادت بالكرامة الإنسانية وتعنى لكل مصرى حسن المعاملة مع المواطنين من الجهات التنفيذية وأن تكون فى خدمة المواطن وبخاصة وزارة الداخلية. فماذا تحقق للمصريين بعد الثورة بشعارتها وما طالبت به وهو ما يعبر عن طلب التغيير الجذرى والحقيقى؟ نجدنا الآن أمام لا شىء فلم يتحقق لنا شىء حتى الآن بل ونجد أن بناء الدولة الجديدة التى نريد هو حلم كان موجوداً يتحول الآن إلى سراب فالجماعة الحاكمة لمصر الآن تتمسك بكل ما هو موجود من العهد السابق بكل فساده وسوئه وعناده والاستفادة به فى التمكين والأخونة لجميع مفاصل الدولة والحجة لمن يعترض هو أننا وجدنا النظام أو اللائحة أو القانون هكذا فإذا كان القانون هو حجر العثرة أمام ما تريد الجماعة يتم التحايل على نص القانون والالتفاف حوله وفرض ما تريد الجماعة، وكذلك الأمر فى حالة صدور حكم قضائى فإن كان على هوى الجماعة فالقضاء المصرى عادل وإن كان على غير هواها فالقضاء تم تسييسه مع أن الجميع يعلم أن الحكم هو عنوان الحقيقة وأنه لا يجوز التعليق على أحكام القضاء. إننا الآن أمام المشهد الحالى لم نجد أى رغبة جادة وحقيقية فى بناء الدولة المصرية الجديدة التى نحلم بها ولا أمل فى ذلك فى ظل حالة الانفصام التام التى تعانيها الجماعة الحاكمة عن المجتمع المصرى وضيق الرؤية الذى تعانيه والأمل الوحيد فى ذلك هو هذا الشعب المصرى العظيم الذى قدم على مدار تاريخه الكثير من التضحيات ومازال الرهان عليه لاستكمال ثورته وتحقيق الدولة الجديدة لمصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة