اغتيال العلماء المصريين ملف لم يفتح قبل الثورة، ومسلسل ربما لن ينتهى بعدها، وهو دليل إضافى على خصوبة العقلية المصرية، التى حاول جاهداً نظام مبارك تجريفها وتبويرها وشغلها بالرقص والميوعة والتافهات على مدار عقود.
من يغتال علماءنا يحرص على حرمان مصر من عملة نادرة، تفوق فى ندرتها الذهب والبترول والأحجار الكريمة، ويشهد على ذلك دماء د. سميرة موسى ود. مصطفى مشرفة ود. يحيى المشد، وغيرهم العشرات قتلوا فى ظروف كانت إلى وقت قريب غامضة، إلى أن اعترف جهاز الموساد الصهيونى بذلك.
وقد حرص الغرب على استقدام العلماء المصريين وفتح المجال أمامهم لمواصلة أبحاثهم والاستفادة من ذكائهم، وحين تنتهى مهمتهم أو تبدو منهم بوادر تمرد أو معارضة يكون الاغتيال هو الحل.
يقول الباحث فى الشئون السياسية والاستراتيجية "مكسيم جوركى" "لكل عظيم ميتة تليق به"، واعتقد أنه بعد الثورة باتت المسئولية تقع على عاتق الجالس فى قصر الاتحادية، والدكتور محمد مرسى باحث وأستاذ جامعى قبل أن يكون رئيساً، وهو ما يختصر حبال الكلام.
وفى تقديرى ونحن نحتفل هذا الشهر بعيد العلم، أن نتخذ خطوة جادة لوقف نزيف هجرة العقول النادرة إلى الخارج، وتحصينها مادياً ومعنوياً ضد الإغراءات، والارتماء فى أحضان المؤسسات الأجنبية والتعرض للضغوط.
وإن لم يكن فى استطاعة علماء المهجر العودة خوفاً من الاغتيال، فبإمكان الدولة توفير ملايين يحصل عليه لاعب واحد أحرز هدفا فى مباراة عابرة، وإعادة إنفاقها على لاعب حقيقى سدد نظرية فى شباك العلم داخل إستاد المعامل، فى مباراة حقيقية ستقلب الموازين العلمية رأساً على عقب لعشرات وربما مئات السنين.
أحد هؤلاء اللاعبين أنهى بحثاً منذ أيام تضمن نظرية حديثة بعنوان "الزمن المطلق والرؤية النسبية والجاذبية"، تناولت معارضة علمية صريحة لنظرية النسبية لآينشتاين.
محمد عيسوى نصر، الطالب بالفرقة الأولى بكلية هندسة شبين الكوم بالمنوفية، أو آينشتاين مصر بشهادة لجنة التقييم وأعضاء هيئة التدريس سيكون له صدى علمياً واسعا، لأنه يناطح أهم النظريات العلمية فى العصر الحديث، ورغم ذلك جاء تكريمه مخيباً ومحبطاً، ولم يتعدى تصفيقاً فاتراً وعبارات هزيلة، مع مبلغ مائتى جنيه لا يكفى ثمن بنطال جينز.!
أعتقد أن كلمة "مسخرة" قد تعجز عن وصف ما حدث، ولا يمكن أن يكون تشجيع العقول النادرة أقل من تشجيع كرة القدم فى بلد يتلمس طريقه للتقدم بعد شلل رباعى دام ستين عاماً، ويكرس سياسة الإحباط واغتيال روح الولاء وانعدام العدالة والمساواة، وربما يغتال المواهب والعقول النادرة قبل أن تغتالها طلقات الموساد.
أسامة عبد الرحيم يكتب: عندما يكون الاغتيال هو الحل..!
الإثنين، 15 أبريل 2013 09:14 ص
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة