أزمة السولار تواصل اشتعالها بسبب نقص الكميات.. تشريد 18 ألف عامل بعد توقف 90 مصنعا للطوب بالجيزة.. وطن المازوت يصل لـ1950 جنيها.. و"البترول" تلجأ إلى توريد الوقود ليلا لمنع المشاجرات بين السائقين

واصلت أزمة السولار والمازوت اشتعالها، بسبب انخفاض كميات المواد البترولية الواردة إلى محطات الوقود فى العديد من المناطق، مما أدى إلى تعسر أصحاب المنشآت ومصانع الطوب فى الحصول على الوقود والمازوت، بخاصة فى منطقة العياط بمحافظة الجيزة، وتوقف العديد من المصانع عن العمل فى الوقت الذى قامت فيه وزارة البترول بإمداد المحطات الوقود فى منتصف الليل لمنع حدوث المشاجرات.

فيما شهدت منطقة العياط بمحافظة الجيزة أزمة طاحنة فى كميات السولار والمازوت، بسبب العجز فى الكميات الواردة، حتى وصل سعر لتر السولار فى السوق السداد إلى 210 قروش، رغم أن سعر الرسمى لا يتعدى 110 قروش، فى حين بلغ سعر طن المازوت إلى 1950 جنيها بدلا من شرائه فى الفترة الماضية بسعر بسعر 1600 جنيه، رغم أن سعره قبل الثورة كان لا يتعدى 1000 جنيه، مما أدى إلى توقف ما يقرب من 90 مصنعا بمنطقة العياط بمحافظة الجيزة بسبب ارتفاع أسعار المازوت.

وقال عبد الله الزغبى، صاحب مصنع وسكرتير جمعية مستثمرين ومنتجى الطوب الطفلى بمنطقة العياط، إن استمرار أزمة السولار والمازوت أدى إلى تشريد 18 ألف عامل بسبب توقف 90 مصنعا بمنطقة العياط عن العمل، نتيجة فشل أصحاب المصانع فى الحصول على المازوت والوقود من منافذ البيع خلال الأيام الماضية؛ حيث وصل سعر طن المازوت إلى 1950 جنيها رغم أن سعره تراوح خلال الفترة الماضية بين 1000 و 1600 جنيه للطن، وذلك قبل أحداث ثورة 25 يناير.

وأوضح الزغبى فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن توقف العديد من مصانع الطوب عن العمل أدى إلى ارتفاع أسعار الطوب؛ حيث يتراوح سعر ألف الطوب بين 280 إلى 300 جنيه بدلا من 230 إلى 250 جنيها فى الأيام الماضية، لافتا إلى أن استمرار أزمة المازوت والسولار بسبب انخفاض الكميات الواردة للمحطات ومنافذ توزيع الوقود، ولجوء البعض إلى تهريب السولار والمازوت إلى السوق السوداء لبيعة بأسعار مرتفعة.

غير أن الزغبى أشار إلى أن حجم الاستثمارات فى مصانع الطوب المتوقفة عن العمل بسبب عدم توفير الوقود تبلغ 360 مليون جنيه، مطالبا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بشأن سرعة التدخل للعمل على توفير السولار والوقود للمصانع المتوقفة، حرصا على العاملين بها من تشرد أسرهم، مع ضرورة توصيل الكهرباء وخدمة الغاز الطبيعى لهذه المصانع فى أسرع وقت، بدلا من إهدار ملايين الجنيهات التى يتم استثمارها من خلال إنشاء مصانع للطوب بمنطقة العياط.

فيما أكد مصطفى الطحان، صاحب محطة وقود "شل الوراق"، أن أزمة السولار ما زالت مستمرة بسبب انخفاض الكميات الوارد للمحطات يوميا، لافتا إلى أنه كان يحصل على كمية تتراوح من 30 إلى 40 ألف لتر سولار فى حين أن الآن يحصل على كمية تتراوح بين 11 ألفا إلى 12 ألف لتر سولار فقط، الأمر الذى يؤدى إلى حدوث مشاكل واشتباكات بالشوم والأيدى بين السائقين بشكل يومى بسبب الزحام أمام المحطة.

وأوضح الطحان أن شركات البترول تقوم بتوريد السولار للمحطات حاليا فى منتصف الليل لمنع حدوث مشاجرات بين السائقين، إلا أن المشاجرات مازالت مستمرة فى ظل تكالب العديد من أصحاب السيارات على المحطات للحصول على السولار، الأمر الذى أدى إلى حدوث مشاكل واشتباكات بين السائقين خلال حصولهم على السولار.
.
من جانبه أكد اللواء أحمد الموافى، مدير الإدارة العامة لمباحث التموين، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن أزمة السولار تراجعت بشكل كبير فى مختلف المناطق بسبب انتظام ضخ كميات المواد البترولية بمحطات الوقود، لافتا إلى أنه يتم تشكيل مجموعات عمل إضافية للمرور على منافذ التوزيع للتأكد من توافر البنزين والسولار وضبط المخالفين وتحويلهم للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.

وأوضح الموافى أن فروع الإدارة العامة فى مختلف تكثف حملاتها، خاصة فى المحافظات الحدودية لمنع تهريب السولار للخارج، إضافة إلى المرور على منافذ توزيع البوتاجاز والمستودعات للتأكد من توافر الإسطوانات وبيعها للمواطنين بالسعر الرسمى.