عزيزى المواطن الحائر، أنت تعيش فى مصر تذهب لعملك كل صباح، وتشاهد البلد وهى شبه تنهار يوميا، ويظل السؤال عالقا فى ذهنك بدون إجابة، هى مصر رايحة على فين؟.
الحقيقة، أنا أيضا لا أعرف جوابا لهذا السؤال، وأكاد أن أجزم لك بأن الرئيس مرسى نفسه لا يعلم إجابته، لا أحد يعرف شيئا يا عزيزى فنحن فى مصر، حيث وفرة المعلومات وندرة الحقائق.
نحن فى مصر حيث يصاب الطلاب فى جامعة الأزهر بالتسمم، ثم يخرج متظاهرون يطالبون بإقالة شيخ الأزهر، وكأن شيخ الأزهر هو المسئول عن "الطبيخ" الذى يصل للطلبة غير مدركين أن منصب شيخ الأزهر يختلف كليا عن منصب رئيس جامعة الأزهر، ثم يجعلك هذا الحدث تتسائل لماذا تريدون محاسبة شيخ الأزهر ولم تحاسبوا مرسى على الجرائم التى ارتكبها فى ثمانية أشهر؟.
نحن فى مصر حيث يرتفع سعر أنبوبة البوتاجاز، ويحصل الرئيس مرسى على الدكتوراه فى الفلسفة، وهذا يجعلك تتسائل أيضا أهذه هى نفس الفلسفة التى نراها فى خطاباتة؟.
فى مصر فقط يتهمون الإعلام بالتضليل وبالعمالة، مع أنهم كانوا أول من كان يلجأ لهذا الإعلام فى ظل النظام السابق.
انظر إلى القضايا والبلاغات التى ترفع على إعلاميين مصر، وكن سعيدا منتشيا بالعصر الذهبى لحرية الإعلام والصحافة الذى نعيشه الآن، ولا تفكر مجرد التفكير فى أن الحرية فى عصر مبارك كانت أضعاف ما هى عليه الآن، لأنك بذلك يا عزيزى تكره المشروع الإسلامى الذى أتى به الإخوان الطيبون، ولا تريد لمصر أن تنعم بـ"النهضة".
أشاهد خطابات الرئيس مرسى، اضحك قليلا، أو ربما ابكى على الحال الذى وصلت إليه مصر، لا تتوقع أن يجيبك أحد على سؤالك لأن لا أحد يعلم، كلنا نسير فى نفس الطريق منتظرين النهاية، ونشاهد ما يجرى فى الإعلام.
ولكننا أيضا لا نصل لحقيقة أو لإجابة شافية، لأن كما قال الرئيس مرسى: مصر والحقيقة دونت ميكس.
