عاطف سنارة يكتب: الجميع يخسر الجائزة

الأحد، 14 أبريل 2013 10:24 م
عاطف سنارة يكتب: الجميع يخسر الجائزة صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأننا فراعنة.. ولأن جدودنا من شيدوا إحدى عجائب الدنيا.. فإننا اقتفينا أثر فرعونيتهم فى إكمال صروح العجائب.. الناس تثور ليخسر من قامت عليه الثورة، ويربح من قام بها.. إلا أن الجميع لدينا خاسر.

لما استبد الفرعون المخلوع بعد ما لم يجد من يوقفه.. ظن بأمنه وعادله ملك العباد.. واتجهت البلاد نحو الخيبة وفى طريق توريث للابن جمال.. إلا أن فرعونية الشعب اشتغلت.. والعرق دساس..خلعوه.. خسر ثلاثين عاما.. وعسكريته وضربته.. ونعت مخلوعاً.. بعد ما كانت طلته تخلع قلب معارضيه.. وحوكم وقال أفندم.. التى لم يقلها منذ نصف قرن.. قالها بعد حكم ثلاثة عقود.. سبحان من أذل العزيز..

إذن خسر مبارك وأولاده ونظامه..على الأقل تاريخًا وسُمعة..لكن ماذا كسبت الثورة وأهلها ؟ ؟ هل تحققت شعاراتها ؟؟.. أيضا خسرت الثورة.. مش قلتلكم إننا بلد العجايب.. سقط النظام وخسر ونجحت الثورة فى إسقاطه وفشلت.. حتى الآن..لأن من يؤمن بها يقول إنها مستمرة.

كل من كانوا فى الثورة خسروا أيضا.. لا تظن أن الإخوان قد ربحوا.. ربحوا سلطة شكلية لن تمكنهم من مشروعهم المزعوم.. خسروا تعاطف المضهد المستضعف لأكثر من ثمانين عاماً.. صاروا مثل من ثاروا عليهم.. عجيبة أخرى.. المفترض أن يكونوا أقل عنفاً وأكثر انصافا للغلابة.. إلا أنهم تسلموا كتالوجهم فى الحكم من الذين سبقوا.. ولم يعتبروا.. فلا تعجب لمن يثور عليهم بعد أن أيّدهم.. ولا تظن أكياس السكر والزيت تربح الصوت دوماً.. لأن للصبر حدوداً.. ومن تعد حدود الصبر ينفجر.. وساعتها لن يجدى معه لحمة ولا زيت ولا سكر.

السلفيون دعاة إلى الله.. لم يدنسوا فى الماضى بالسياسة.. دخلوا معتركها ورأينا أداءهم السيىء فى مجلس الشعب وتورط بعض أعضائهم فى شائبات أساءت لسُمعة هذا الفصيل..اتفقوا مع الإخوان للقضاء على الليبراليين واتفقوا أن البرادعى عميل وخائن وحمدين بيولع فى البلد.. ثم جلسوا مع جبهة الإنقاذ.. خسروا الإخوان لتخليهم عنهم.. ولم يأخذوا ما وعدوهم به.. لم ينالوا سياسة وفقدوا الدعوة الخالصة.

حتى من نادى بالثورة مثل البرادعى.. يختبئ وسط أحراش تغريداته على تويتر.. لما كان الشارع يحتاجه يسافر.. هو قائد فكر..لكنه لا يقود فى الشارع.. حمدين ناصرى الهوى.. معارضته تطول دوماً.. تم تشويهه هو الآخر بقصد ودون قصد.. صنع تيارا شعبيا.. لكن الشعبية فى الشارع تحتاج جهداً كبيراً.. أيضاً دون أن يعى فقد بعضا من كاريزمته التى اكتسبها وقت انتخابات الرئاسة.

الكل خسر.. الشعب والثورة وشبابها وزعماؤها والإخوان والسلفيون.. والمجلس العسكرى والنظام السابق والحالى.. عجيبة بلدنا.. كلنا يشوه الآخر.. ننساق فى مهاترات.. عميل..خائن.. حمضين.. استبن.. خرفان.. علمانيين.. أسماء سميناها.. لنربح بعض فخر النصر المؤقت للتشويه.. يختلط السب بالسياسة بالدين بالمصالح.. وفى النهاية لا يظهر فى الأفق إلا الخسران المبين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة