فعلها الشباب فى 25 يناير 2011 وأنجزوا بدمائهم ثورة أطاحت بنظام حكم ظل جاثما على صدور المصريين لثلاثة عقود متواصلة، بعد أن تجاوزوا بفعالياتهم كل ما كان يعرفه شيوخ السياسة وعواجيزها.. وطوال عامين مضيا من عمر الثورة بدا الشباب متمسكين بجذوة الثورة يريدون الإبقاء عليها مشتعلة حتى تحقيق أهدافها كاملة، فيما «العواجيز» يتباحثون حول غنائمها، لتتسع الفجوة يوما بعد الآخر بين الجانبين، وليعود الشباب فى الفترة الأخيرة ممسكا بزمام المبادرة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
التحركات داخل القوى والأحزاب والحركات السياسية على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها تكشف ذلك.. وهو ما تحاول «اليوم السابع» رصده ومعرفة الموقف من الأحداث الراهنة ودعوات الحوار، وذلك على لسان عدد من القيادات الشبابية بالأحزاب والقوى السياسية، الذين تباينت تفسيراتهم لغياب قياداتهم عن الفعاليات الميدانية تارة بأنهم دفعوا الثمن سابقا وأخرى بأنهم رموز يجب الحفاظ عليها من أى احتكاكات وثالثة بأن دور القيادات هو التفكير والتنظيم والترتيب ورابعة بأن «السن له أحكامه»:
«الوفد»: القيادات رموز لكن
لا يجب أن ينظروا للشباب
من برج عاجى
«الشباب دائما يدفعون ثمن أخطاء الكبار، وعلى القيادات الالتحام بالشارع وألا ينظروا للشباب من برج عاجى».. هكذا يرى عمرو الجندى الناشط الشاب بحزب الوفد العلاقة بين الشباب وقياداتهم فى الأحزاب والقوى السياسية، مؤكدا رفضه ترك القيادات الحزبية شبابهم للسحل والضرب، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن «ما يواجهه الشباب فى الشارع ضريبة يتحملونها على مر التاريخ».
الجندى يعود ليؤكد أن قيادات الأحزاب هم رموز يجب الحفاظ عليهم، حيث عليهم مسؤولية كبيرة لتنظيم الكتلة التنظيمية للشباب، مضيفا أن هناك مخاوف من أن يتعرض هؤلاء القادة للأذى من خصومهم خاصة فى بعض الفاعليات التى قد تجرى بها مواجهات وأحداث عنف وفى ظل حالة الانفلات الأمنى التى يعيشها الشارع المصرى منذ عامين.
ويرحب الجندى بالتحاور مع أى فصيل سياسى، لكنه يشترط وجود ضمانات لتحقيق مطالب الحوار تجنبا للسقوط فى الأخطاء السابقة.
شباب «6 إبريل»: تسقط دولة العواجيز ونؤيد حوارات نبذ العنف
والإخوان مسؤولون عن دماء المقطم
لعبت حركة 6 إبريل منذ نشأتها قبل 5 سنوات دورا كبيرا فى المشهد السياسى المصرى، ويتحدث محمد عادل القيادى بالحركة عن تقييمه لأداء شباب القوى السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه فى الأخيرة يدفع الشباب وحدهم ثمن القرارات الخاطئة التى تتخذها قياداتهم السياسية، قائلا «هم من يدفعون ثمن مراهقة عواجيز الإخوان، فشباب الإخوان مطلوب منهم تنفيذ تعليمات هؤلاء فقط دون مناقشة أو تفكير فيها».
ويحمل عادل قيادات الإخوان المسؤولية عن الأحداث الأخيرة مؤكدا أن تخبطهم فى القرارات أدى إلى سفك دماء شباب الثورة فى الميدان فى المقطم، مستنكرا أن تكون مواقف الإخوان معبرة عن الثورة المصرية، مؤكدا فى الوقت نفسه على تأييده لإجراء حوار لرفض العنف والمطالبة بإسقاط ما يصفه بـ«دولة العواجيز».
شباب «التجمع»: القيادات دفعوا الثمن وجاء دور الشباب
لتحمل حوادث الكر والفر
محمد الخزرجى عضو الأمانة العامة لاتحاد الشباب التقدمى بحزب التجمع يدافع عن القيادات الحزبية مؤكدا أنهم دفعوا الثمن وقت شبابهم، مضيفا أن أحداث العنف تتطلب وجود الشباب لأن القيادات لا يمكنها تحمل حوادث الكر والفر والدفاع عن أنفسهم.
ويضيف الخزرجى أن الخلاف السياسى الذى يشهده الشارع الآن يدفع ثمنه الشباب، مؤكدا أهمية الحوار فى الوقت الراهن، ولكن مع وجود ضمانات هامة على رأسها جدول أعمال واضح وعلنى.
بديع «الجبهة السلفية»: قيادات القوى السياسية تنقصهم «الثورية»
ورؤيتهم اصلاحية غير موصلة بالواقع
محمد جلال بديع الناشط بالجبهة السلفية يقول إن الشباب فى كل الأوقات وفى مختلف القوى السياسية، سواء كانوا من حركات إسلامية أو ثورية هم من يتصدرون المشهد فى أى حدث، مؤكدا أن الشباب لا يعبأون بالموت لأنهم لم يعيشوا مراحل الخوف التى عاشها آباؤهم.
ويضيف بديع «المشكلة الحقيقية التى نواجهها مع قيادات الحركات والأحزاب السياسية أن رؤيتهم دائما منقوصة، أما الشباب فرؤيتهم فى الواقع ثورية خالصة أما الكوادر فرؤيتهم إصلاحية غير متصلة بالواقع، والقيادات تريد أكثر المكاسب بأقل الخسائر ما يتسبب فى تحقيق أقل المكاسب بأكثر الخسائر ويؤدى إلى سفك دماء مئات الشباب التى سالت فى الشوارع»، مؤكدا أن الحل يجب أن يكون فى تحرر القيادات من العقلية التقليدية واتخاذ قرارات ثورية سريعة لإنقاذ البلد.
ويرى بديع أن إنقاذ البلاد من الفوضى، يجب أن يبدأ بقرارات ثورية يتخذها الرئيس لتحقيق العدالة الاجتماعية، كما فعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حيث أصدر عددا من القرارات قضى بها على الإقطاع ووزع الأراضى على الفلاحين، ويبدى بديع استعداد جبهته للمشاركة فى أى حوار مجتمعى مع شباب الأحزاب السياسية بمختلف أيديولوجياتها، رافضا فى الوقت نفسه فتح أى باب للنقاش مع أى شخص من «الفلول» والمحسوبين على الحزب الوطنى.
التيار الشعبى: قيادات الأحزاب ليسوا آلهة وأحيانا يقعون فى الأخطاء
التى يدفع ثمنها التنظيم كله
أصبح التيار الشعبى منذ الإعلان عن تأسيسه بزعامة المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى رقما فاعلا فى المعادلة السياسية فى البلاد، ويرى القيادى الشاب بالتيار خالد تليمة أن قيادات الأحزاب والحركات السياسية أحيانا ما يقعون فى بعض الأخطاء والتى يدفع ثمنها التنظيم بكامله وفى القلب منه الشباب فى النهاية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن وقوع هذه الأخطاء أمر طبيعى «كون هذه القيادات ليسوا بآلهة».
تليمة يؤكد أن الكوادر موجودة على مستوى القوى الثورية، مشيرا إلى أنه من غير المطلوب أن تتواجد القيادات السياسية كالدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى فى كل فعالية أو حدث، خاصة أن الأحداث الأخيرة يسيطر عليها العنف الذى يتطلب أن يدافع كل فرد عن نفسه وهو ما رأى تليمة أن القيادات لن تستطيع فعله بالنظر إلى أعمارهم، لافتا إلى عدم وجود أبناء القيادات الإسلامية فى مختلف الفعاليات قائلا «لم نشاهد مثلا ابن الكتاتنى أو ابن الشاطر، أو المرشد فى الفاعليات التى يدعون لها فى الشارع، وهم يكتفون بحشد أبناء المحافظات الغلابة الذين قامت من أجلهم الثورة»، مؤكدا فى النهاية أن «الشباب هم دائما من يحملون هم الأوطان».
شباب «الوطن»: نثق فى حصافة رأى القيادات وملتزمون
بقراراتهم السياسية
«شباب التنظيمات الإسلامية سواء بحزب النور أو بجماعة الإخوان المسلمين تربوا على الثقة العمياء فى قرارات الكوادر والقيادات السياسية».. العبارة السابقة هى لأمين عام حزب الوطن «السلفى» أشرف جابر، والذى يؤكد التزام الشباب بقرارات القيادات السياسية فيما يخص تنظيم الفاعليات ووضع أسس عملها، لتأكدهم من حصافة رأى قياداتهم.
ويرفض جابر إدراج الأحزاب الإسلامية ضمن الفئة التى يختفى قادتها مؤكدا أن جميع القيادات والكوادر السياسية تتواجد فى كافة الفاعليات التى تدعو لها أحزابهم، فيما يرحب بالحوار مع الكوادر الشابة بالأحزاب والقوى السياسية مؤكدا أن الحوار الوطنى أمر مطلوب ولازم فى كل وقت طالما كان الهدف من الحوار واضحا ومحددا.
الحرية والعدالة: الشباب
قادة الميدان و«الكبار» دورهم
التفكير والتنظيم
على خفاجى أمين شباب الجيزة بحزب الحرية والعدالة، يرى بداية أنه من الطبيعى أن تختفى القيادات والكوادر السياسية من أى فعالية فى الشارع، مرجعا ذلك لدورهم التنظيمى والتكتيكى فى تنظيم تلك الفاعليات، ويقول خفاجى «دور الشباب دائما هو الأكثر فاعلية، وبالنسبة لحزب الحرية والعدالة فالتنظيم الشبابى بالحزب كبير جدا لذا فالشباب هو من يتصدر المشهد، ودور القيادات هو فى التنظيم والتفكير والترتيب».
خفاجى يؤكد أن غياب تلك القيادات لا يعنى أن يخلو الميدان من قائد، فدائما يوجد شاب قائد لتنظيم صفوف الشباب، مشيرا إلى أن معظم أبناء القيادات العليا بجماعة الإخوان المسلمين ليس لهم نشاط سياسى أو حزبى.
ويرحب القيادى الشاب بـ«الحرية والعدالة» بالحوار مع شباب الأحزاب والقوى والحركات السياسية فى أى وقت.
شباب حازمون: الحوار مقبول
بشرط معاقبة المعتدين
على المنشآت العامة
يرى أحمد مولانا القيادى بحركة حازمون، أن حركته تتميز بأن قائدها الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل يحرص على أن الحضور فى مختلف الفعاليات التى تنظمها الحركة، فيما يفسر سبب عدم استكمال أبوإسماعيل حضور الاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامى بخوف أعضاء حركته عليه من التعرض لأى احتكاك، فضلا عن احترامهم لسنه التى لن تسمح له بمواصلة الاعتصام لأيام طويلة.
ويرفض مولانا تحميل التيار الإسلامى المسؤولية عن أحداث العنف الأخيرة، مؤكدا أن كل الفاعليات التى يقوم بها الإٍسلاميون سلمية، فيما يعلن قبوله للحوار مع شباب الأحزاب والقوى السياسية، لكنه يشترط لذلك معاقبة من وصفهم بالمجرمين الذين اعتدوا على المنشآت العامة واستباحوا دم الشباب الآخرين.
شباب الأحزاب.. خارج السيطرة وقود الثورة لـ«عواجيز» السياسة: أنتم رموز لكن تنقصكم الثورية «والسن له أحكامه»
الأحد، 14 أبريل 2013 11:43 ص