تنتشر الاعتداءات التى تُمارس على الفتيات الصغيرات بشكل مخيف وخاصة فى البلدان العربية، حيث يتعرضن بشكل مكثف لسيل من الاعتداءات الجنسية والبدنية والنفسية واللفظية، وهو ما يعرضهن لمشاكل صحية ونفسية كبيرة فى المستقبل وهو ما يهدد المجتمع ويجعله خطرا كبيرا، لأن النساء يمثلن نصف المجتمع ومسئولات فى الوقت نفسه عن إعداد وتأهيل النصف الآخر.
وكشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية عن معلومات جديدة وخطيرة بشأن أضرار الاعتداءات التى تُمارس على الفتيات الصغيرات والمراهقات، وأكدت أنها تتسبب فى حدوث أضرار صحية ونفسية أكبر مما كنا نتوقع.
وأشارت الدراسة التى شملت أكثر من 50000 شخص، أن تعرض النساء لأحد أنواع الاعتداء الجسدى أو النفسى أو الجنسى خلال فترة الطفولة يرفع فرص إصابة أطفالهن بمرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد مقارنة بالسيدات اللاتى لم تتعرض لأى صورة من صور تلك الانتهاكات والاعتداءات الصارخة خلال مرحلة الطفولة.
وتابعت الدراسة أن فرص الإصابة بالتوحد ترتفع كلما زادت حدة الاعتداء، حيث وجد الباحثون أن النساء الأكثر تعرضاً لصور الاعتداءات الوحشية، ارتفعت فرص ولادتهن لأطفال مصابة بالتوحد بمقدار ثلاثة أضعاف ونصف مقارنة بالنساء اللاتى سلمت من تلك الاعتداءات خلال مرحلة الطفولة، وهو ما ينذر بالخطر ويوجب على الدول اتخاذ سياسات أكثر صرامة وبشكل عاجل للحد من تلك الانتهاكات.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت مؤخراً على الموقع الإليكترونى لدورية "JAMA Psychiatry"، وستظهر بالنسخة المطبوعة من الدورية فى شهر مايو القادم .