صدر كتاب "معضلة العنف رؤية إسلامية" ضمن سلسلة قضايا إسلامية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية بقلم الدكتور أبو زيد المقرئ الإدريسى أستاذ الإنسانيات بجامعة الرباط.
جاء الكتاب فى 104 صفحات من القطع المتوسط يشمل مدخل وثلاثة فصول وخاتمة وملحق، وتحدث الباحث فى المدخل عن مفهوم القوة الذى يحرص عليه الإسلام سواء فى الجوانب الروحية أو الفكرية أو المادية؟ وذكر أن العنف هو استعمال سلبى مرفوض للقوة، والإرهاب هو الاستعمال المنظم للقوة، وهناك ما هو إيجابى لردع المعتدين أو سلبى فى الظلم وترويع الآمنين.
وفى الفصل الأول تحدث الكاتب عن موقف الإسلام من العنف وقد بناه على قواعد ثلاث: الأولى قبول الآخر والثانية قبول الاختلاف، والثالثة الإدراك الصحيح لطبيعة الإنسان .
وفى الفصل الثانى تحدث عن حضور القوة فى العلاقات الاجتماعية، فبين تكريم الإسلام لكل إنسان، وحرمة ترويعه أو الإعانة على قتله أو إيذائه وإقامة الحدود لردع المعتدين، والسعى للوصول إلى دولة إسلامية مدنية ترعى التعايش السلمي، وأفاض فى الرد على شبهة إلصاق العنف بالإسلام فى قضية إباحة الضرب عامة .
وفى الفصل الثالث تحدث عن حضور القوة فى العلاقات السياسية، فبين أن اللجوء إلى القتال جاء كرها ثم دفاعا، وأنه يجب قبول السلم إذا عاد المعتدى إلى صوابه، وأن الجهاد والقتال ما شرعا إلا لإزالة الطغيان وتحرير الإنسان.
وفى الخاتمة تحدث عن الوعى المفارق، وتناول بعضا من أسباب معضلة العنف ومنها قانون "سيكولوجية المقهور" والحالة الإعلامية المحرضة على العنف والإشكال الثقافى الذى يسىء إلى معنى القوة فى القرآن أو ينزع النصوص من سياقها أو يخلط بين مرحلتى الدعوة والدولة أو يخلط بين الوعيد الإلهى والمعاملة البشرية أو يخلط بين الحق والصواب.
ويختم الدكتور أبو زيد المقرئ الإدريسى كتابه بكلمات فى غاية الدقة والروعة بملحق تحت عنوان "هذا هو الإسلام " الدين القائم على الخضوع لله وحده والكفر بالطاغوت وأنه يقوم على القراءة والعلم وتكريم الإنسان ونشر الحب والتعاون والتسامح والرحمة والانفتاح والحوار وهو دين الحق وطريق الحضارة ونشر الخير بين الناس جميعا وهو فى الوقت ذاته الدين الخاتم الذى لا تستغنى البشرية عنه فى علاج مشكلاتها ومعضلاتها ومنها العنف والعنف المضاد.