عشر سنوات من الخسائر فى الأرواح والممتلكات تكبدها الشعب العراقى وحتى هذه اللحظة لم يعتذر الأمريكان على احتلال العراق..
عشر سنوات مرت فى ظلام قاس على الصغير والكبير فى العراق، عشر سنوات مرت على يتامى الغزو الأمريكى وعلى الأرامل.. عشر سنوات والعراق يبكى من شدة الحزن على ما ضاع منها والحال من سيئ إلى أسوأ، انهيار يتبعه انهيار وركود وفساد، انهيار فى كل شيء، وتخبط فى مفردات حياة بائسة، فلا أمن ولا خدمات، والإحصائيات مرعبة ومخيفة: آلاف القتلى والجرحى والأرامل واليتامى بخلاف من هاجروا إلى خارج البلاد، والآلاف من المعتقلين فى السجون، ترك الغزو الأمريكى العراق ورحل عنه فى 2011 وخلف من ورائه دمارا شاملا فى العراق، بعد ما كذب ونافق وصنع دمارا شاملا فى كل شيء إن كان القطاع الصحى، أو الزراعى أو الصناعى أو التجارى أو العلمى ......إلخ.
بلغ عدد القتلى فى العشر سنوات منذ الغزو عام 2003 والتى تجاوزت 162000 مواطن عراقى إضافة إلى كتائب من المعاقين والأرامل واليتامى، نتيجة التفجيرات التى طالت المراكز الدينية والتجارية والتعليمية فضلا عن عمليات الفرز الديمغرافى والتهجير الداخلى والهجرة إلى الخارج نتيجة تفكيك الدولة العراقية وفقدان الأمن وعدم بناء البنى التحتية وتقسيم العراق بشكل غير معلن إلى ثلاث مناطق على أسس طائفية وعرقية. بمناسبة الذكرى العاشرة لغزو العراق وتدميره واحتلاله، طل علينا وزير الخارجية الاسترالى آنذاك الأحرارى الكسندر داونر بمقال فى صحيفة (سيدنى مورنيغ هيرالد) يدافع فيه عن غزو العراق، وكأن الحقائق التى ظهرت غير كافية لاقتناع السيد داونر بأن الغزو كان كارثة على العراق والعراقيين يقول داونز: إن الحرب لم تكن مثالية، وحصلت أخطاء، والنزاعات المذهبية كانت مرعبة، لكنه يعتقد أن هناك أسباباً تجعل العالم أفضل بسبب الإطاحة بنظام صدام حسين، أولها أسباب إنسانية لأن نظام صدام كان قد قتل آلاف من أبناء العراق الأكراد والشيعة واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه و احتكر السلطة، يقول داونر: إن سيادة الدول مهمة ولكنها ليست أهم من حقوق الإنسان! يعتقد داونر أن القضاء على نظام صدام حسين ساعد على نشر الديمقراطية. أيضا وبالنسبة لمسألة أسلحة الدمار الشامل وحسب داونر فإن مفتشى الأمم المتحدة لم يكونوا راضين عن عدم وجود أسلحة دمار شامل ولا وكالات الاستخبارات الغربية ولا الإسرائيلية.
ويصل داونر إلى النقطة الثالثة وهى إطاحة صدام حسين من الحكم ويرى أنه لو بقى صدام فى الحكم لكان العراق يشكل خطراً أكبر على إسرائيل وجيرانها والمصالح الغربية، هنا نرى أن داونر يتصالح مع نفسه ويعلن الحقيقة التى ذهبت من أجلها ما عرف بدول (تحالف الراغبين) لغزو العراق، وينهى داونر مقالته بإن هذه هى الأشياء التى تصدت لها حكومة هاورد وواحدة من هذه القضايا مسألة الحرية.. وأخيراً لك الله يا عراق لك الله أمتنا العربية.
خلف الله الأنصارى يكتب: 10 سنوات على غزو العراق وأمريكا لم تعتذر
السبت، 13 أبريل 2013 02:06 م