الصدمات النفسية التى يتعرض لها الأطفال أوقات الأزمات أو الثورات التى تتعرض لها البلد أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وهى الأكثر رسوخاً بالذاكرة، وتقول أميرة عبد السميع، استشارى برامج التربية ومحاضر بجامعة المنصورة، هناك صعوبة فى كشف هذه الحالات لدى الأطفال لأنهم فى هذه السن الصغيرة يصعب عليهم التعبير عن الشعور أو الحالة النفسية التى يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدى إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
وقد تصاحب هذه الصدمات حالات من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التى ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.
وفى بعض الأحيان، يعبر الطفل عن هذه الحالات بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء والإصابة بحالة من الاكتئاب الشديد إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة فى التنفس، تقيؤ، تبول لا إرادى، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية فى حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو وفى حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين، هذه المشاهد يختزنها الطفل وتظهر أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية وتمتلئ مشاعر الطفل بالعنف والكراهية والشك أو اليأس والقلق المستمر.
وعن كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال تقول التعامل ليس فقط فى مواجهة الحرب الدائرة على أرضهم ولكن يتجاوز الاهتمام بذلك التوازن النفسى إلى إعداد الأطفال لاستيعاب الحرب التى تدور فى دول أخرى بدلاً من أن يتركوهم عرضة لمشاهدتها على شاشات التليفزيون.
ويمكن للمدارس أن تساعد فى هذا من خلال إضافة حصة دراسية من ضمن مناهج الأطفال فى الفصول الأولى لتهيئتهم لتقبل هذا الأمر دون صدمات أو آثار مترسبة.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجرى معهم وإقناعهم بأنهم فى مكان آمن أو أن القصف لن يطولهم، وأن الأهل متخذون كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجرى والحديث عنه فمن الضرورى معرفة ما يدور فى تفكير الطفل وأن نترك لمشاعره العنان فى هذه الأوقات حتى لا تتراكم الصدمة ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التى يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة