ياسر خلف يكتب: رحمة بمصر

الجمعة، 12 أبريل 2013 03:15 م
ياسر خلف يكتب: رحمة بمصر النائب العام طلعت عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتباك فى المشهد المصرى، والذى يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، وتوج ذلك بحكم محكمة الاستئناف ببطلان قرار الرئيس محمد مرسى بعزل النائب العام السابق، ومن ثم قرار تعيين النائب العام الحالى طلعت عبد الله.
ذلك التلوث الإعلامى يعبث بعقول المصريين ليل نهار تحت ستار الحرية التى تتبرأ من هكذا إسفاف ليس فى مصر فقط وإنما فى كل مجتمع متحضر يحترم الأسس والثوابت التى تدعم وجوده وبقاءه.

مصر تم اختراقها بعد الثورة من أنظمة مخابراتية عديدة لدول تريد إسقاط مصر وتقسيمها فسيناريو تقسيم مصر ينفذ بحرفية عالية من تفكيك المؤسسات الأمنية وفوضى الإعلام ونشر الفتن الطائفية وتدهور اقتصادى ما يؤدى لحركات تريد تقسيم مصر.

شارك الإخوان فى الثورة وقاموا بحمايتها فى أيامها الفاصلة، لكنهم لم يكونوا إلا أحد مكوناتها، فالمصريون قاموا بثورتهم لتحقيق أهدافهم وليس بالضرورة لتحقيق أهداف الإخوان (وإن تلاقت بعض الأهداف)، ومن ثم لم يكن من الطبيعى أن يشعر الإخوان أن ما حدث "جَزمًا ويقينًا" خطوة على طريق أهداف الإخوان.

الله سبحانه وتعالى هو الذى أراد إزالة حكم مبارك, لحكمة لا يعلمها إلا هو, فمن يستطيع من البشر أن يتألى على الله ويدعى المعرفة بحكمته؟ (فإدراك حكمته سبحانه حيرت أصحاب العقول وأذهلت أولى الألباب)، فما كانت مواقف "الخضر" مع موسى "عليه السلام" إلا تأكيدًا وتعليمًا لموسى وللأمة من بعده إن حكمة الخالق لا يدركها البشر إن لم يكشفها الله سبحانه وتعالى لهم.

لكن من يمكن أن ينام وهو رئيس لمصر فى هذه المرحلة التى تواجه البلاد فيها أزمات ثقيلة ناتجة عن صراع سياسى قد يتسبب فى تدمير البلد على رأس الـ90 مليونًا.

للثورة المضادة إعلامها الخاص الذى يتبنى خطابها ويروج له، بل إنه تجاوز دوره المهنى ليكون لاعبًا سياسيًا فى خلط واضح للأوراق، هذا الإعلام يمتلكه رجال مبارك ويعمل فيه من كان ولاؤهم له، والخطير ما يتردد عن تمويل خارجى لمحاولة إعادة العجلة للوراء وتشويه الثورة وتعويق المسار الديمقراطى، لكن مكمن القلق أن عموم المصريين يتلقون الأحداث بلغة موجهة ومحملة برؤية المعارضة، ولابد أن يتأثر البعض بما يشاهدونه ليلًا ونهارًا، والإعلام هنا يرتكب جريمة عندما يدوس على كل القيم المهنية من مصداقية وموضوعية ودقة وتجرد وتوازن ويحول نفسه إلى طرف منحاز فى صراع سياسى خرج عن أصوله واحترامه متحولا إلى نار ملتهبة من الكراهية والعداء، لكن مع ذلك فالرئيس مطمئن إلى سلامة الوضع الداخلى، وانتظام حركة الحياة.
وهناك انفلات أخلاقى صار مثل المستنقع القذر يغرف منه كل واحد من الخصوم ليقذف به الآخر، والرئيس نفسه يتعرض يوميًا لكمية هائلة من تلك القاذورات التى توقع صاحبها تحت طائلة القانون، وهذه ليست شجاعة ممن يقولها، بل هى انحطاط.
قيل للرئيس: اغضب، فرد: الغضب من الشيطان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة