نفى والد الطالبة جهاد موسى، التى لقيت مصرعها بجامعة المنصورة تحت عجلات سيارة الدكتورة ليلى الزلبانى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" وجود متحدث رسمى باسم الأسرة غير علاء الدين عباس موسى المحامى، وهو عم جهاد، وهو المفوض القانونى فى القضية، واستنكر والد جهاد ما جرى من أحداث عنف داخل جامعة المنصورة، واشتباكات، وطالب والد جهاد بعدم المتاجرة بقضية ابنته، والدخول فى صراعات سياسية تحت اسم ابنته، أو تصفية حسابات من جماعات أو تيارات، أو أفراد مع إدارة الجامعة.
وأصدر اتحاد طلاب جامعة المنصورة، بيانا حملوا فيه حركة أحرار المسئولية الكاملة عن أحداث العنف، وأكد البيان أن الحركة قامت باستقدام عناصر غير طلابية للتظاهر داخل الحرم الجامعى، وإصرار الحركة على رفع أعلامها، وارتداء تشيرتات تحمل شعاراتها محاولة بذلك تسييس القضية خارجة عن الإجماع، على أن قضية جهاد قضية طلابية، وليست سياسية، وقيام الحركة بغلق أبواب مبنى إدارة الجامعة بالقوة، ومنع الموظفين من الخروج، مما يعد خروجاً على سلمية المظاهرات، فيما صرح الدكتور السيد أحمد عبد الخالق رئيس جامعة المنصورة، أن ما حدث بالجامعة هو عمل إرهابى منظم، ليس هدفه حقوق الطالبة جهاد، وإنما يسعى لخلق حالة من الفوضى وإسقاط قيادات الجامعة، متهما أحد التيارات السياسية بتدبير الحادث، وسوف يكشف عنها قربيا، وأن هذا الفصيل هو من كان ينادى بإقالة شيخ الأزهر، ورئيس الجامعة.
وتم ضبط شعارات مع المتهمين بخط اليد ضد الدكتور أسامة العبد، فهكذا اتضحت الجريمة مؤكدا أنه رئيس جامعة منتخب، وجميع حقوق جهاد المعنوية والقانونية ستحصل عليها أسرتها بالكامل، وأمر الدكتور السيد عبد الخالق رئيس الجامعة بتعليق الدراسة لمدة يومين بعد الأحداث لتجنب تجدد الاشتباكات مرة أخرى بين الطلاب، هذا وقد أصدرت الجبهة السلفية بمصر بيانا أدانت فيه الاعتداء الذى تم على أعضاء حركة أحرار داخل وخارج جامعة المنصورة.
وقال البيان "إن سبب مظاهرات الطلاب فى الجامعة، ما لمسوه من تحيز فى التقارير الرسمية، لتبرئة من تسبب فى استشهاد أختنا جهاد رحمها الله، مع عدم الخلاف فى أنه كان قتلا على سبيل الخطأ، ونؤكد على واحد من مكتسبات الثورة المصرية، وهو حق أفراد الشعب فى التظاهر السلمى للمطالبة بالعدل، ورفض أى صورة من صور الظلم، كما نؤكد على رفضنا سلسلة العنف والعنف المضاد، والتى تديرها الثورة المضادة، وتستخدم فيها سلاح البلطجة والإرهاب، فى محاولة يائسة لإجهاض فاعلية الشعب، وإعادته إلى حال الاستبداد مرة أخرى، مع أن أكثر شبابنا فى الجامعة كانوا مشغولين بفعالية أخرى فى نفس وقت المظاهرة، إلا أننا نعلن تضامننا مع كل من تعرضوا للظلم، بسبب مطالبتهم بحق أختنا جهاد رحمها الله، إن ما جرى من استهداف للناس بالضرب والاعتقال، من خلال السمات (اللحية) والبطاقة (خارج الدقهلية)، لهو تكرار مرفوض لقمع النظام البائد وتقسيمه للشعب الواحد.
وقد أدى ذلك لوجود "21" محتجزا بقسم الشرطة، فيهم كثيرون بإصابات بليغة، وقد رفض الضباط تحرير محاضر لهم ضد من اعتدوا عليهم.
وقال البيان "ما معنى مشاركة فرق من البلطجية فى احتجاز هؤلاء فى الشوارع، ثم تسليمهم للشرطة من قبل نفس البلطجية؟، فقد احتجز فريق من هؤلاء البلطجية بعض شبابنا وسلموهم للشرطة، وحاولوا تلفيق بعض التهم لهم، وهذا دليل على التواطؤ بين كل من الشرطة والبلطجية فى هذه الجريمة، وأشنع مما سبق، فإنه بعد اعتداء البلطجية على كثير من الشباب وتسليمهم للأمن، قام أفراد البحث الجنائى بقسم أول المنصورة بالاعتداء عليهم مرة أخرى داخل القسم، بل إن دور البلطجية تعدى إلى مهاجمة الأهالى والمتضامنين الذين وقفوا بسلمية كاملة عند قسم أول المنصورة للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين ظلما وعدوانا، وقد كان ذلك بالأسلحة البيضاء على بعد أمتار من مديرية أمن الدقهلية، وإننا نعلن استمرار متابعتنا لتداعيات الأحداث المؤلمة، وسنتعامل مع كل خطوة فيها بما يناسبها".
وكانت جامعة المنصورة، شهدت أحداثا مؤسفة بعد الحادث الأليم الذى وقع لجهاد عماد موسى الطالبة بالصف الأول بكلية رياض الأطفال، وعضوة حملة "جسد واحد لمساندة الشعب السورى الشقيق"، والتى تحولت إلى مادة خصبة للصراعات السياسية بين التيارات والجماعات الإسلامية المختلفة، من ناحية وتصفية الحسابات من جانب هذه الجماعات مع قيادات جامعة المنصورة المعينة بالانتخاب، وليس بالتعيين وخسارة أحد الفصائل السياسية لمنصب رئيس الجامعة أمام الرئيس الحالى، ورغم أن الحادث المؤسف رغم جثامته، هو مجرد "قتل خطأ" وقضاء الله وقدره، حيث كان الحادث اصطدام الدكتورة ليلى الزلباوى عضو هيئة التدريس بكلية طب المنصورة بالطالبة جهاد، وذلك فى الجهة المقابلة لكلية تربية بالمنصورة أثناء وقوفها مع عدد من زملائها لتتناول بعض المأكولات للإفطار بعد يوم دراسى، وأثناء محاولة الدكتورة الوقوف بسيارتها بجوار الرصيف، وأثناء عودتها للخلف بالسيارة، فصدمت جهاد فانفجر زملاؤها فى الصراخ، وإطلاق التحذيرات، وهو ما أحدث حالة من الارتباك لدى الدكتورة ليلى، وحدث رد فعل عكسى بدلا من أن توقف السيارة، وتدوس على الفرامل، فقامت بالضغط على البنزين، ولأن السيارة من النوع الأتوماتيك فعادت السيارة بسرعة كبيرة، ودهست الطالبة جهاد وتجمع العشرات من الطلبة حول السيارة، وحملوا جهاد وتوجهوا بها إلى مستشفى الطلبة بالجامعة، ففوجئوا بأنه غير مؤهل لاستقبال حالات، ولا توجد أى تجهيزات بداخله، ولم يستطع الموجودون إسعاف المصابة، ولفظت أنفاسها الأخيرة، وحدثت حالة من الثورة العارمة داخل أركان جامعة المنصورة.
ونظم المئات من طلاب جامعة المنصورة مظاهرة حاشدة فى اليوم الثانى للوفاة، للمطالبة بمحاسبة المسئولين، وتقديمهم للمحاكمة، وبعد انتشار شائعة بين الطلبة بتدخل عدد من المسئولين بالجامعة، للضغط على النيابة لمحاولة تبرئة الدكتورة ليلى، نظم الطلاب مظاهرة طالبوا فيه بإقالة عميد كلية رياض الأطفال، وإقالة الدكتور ليلى الزلبانى، فقام الدكتور السيد عبد الخالق بالاجتماع مع الطلاب المتظاهرين داخل كلية حقوق، وأقسم بأن لم يتدخل أحد للتأثير على سير القضية، وأن كل من تدخل لطمس معالم القضية بمسح الدماء من على الأرض، ومن على سيارة الدكتورة ليلى سوف يقدمهم إلى المحاكمة، ويأخذون جزائهم.
وأعطى الطلاب رئيس الجامعة مهلة أسبوع لكشف ما توصلت إلية التحقيقات، وذلك بعد عرض الدكتورة ليلى على نيابة قسم أول المنصورة، التى أمرت بإخلاء سبيلها، وبعد انتهاء مهلة الأسبوع دعت بعض الحركات الإسلامية لتنظيم مظاهرة أطلقوا عليها "ثلاثاء الغضب" للمطالبة بكشف سير التحقيقات، وشهدت جامعة المنصورة حضور أتوبيسات تنقل عدد من أعضاء حركة أحرار تأتى من مختلف المحافظات للمشاركة فى المظاهرات التى تم الدعوة إليها، وبعد بدء الفعاليات بفترة قصيرة أطلق عدد من أعضاء الحركة الشماريخ داخل الجامعة، وطالبوا بإقالة رئيس الجامعة، وهو ما رفضه أعضاء من بعض القوى السياسية المشاركة فى المظاهرة، وطلبوا منهم الكف عن إشعال الشماريخ، وحدثت حالة من الانقسام فى المظاهرة، وابتعد المتظاهرون عن أعضاء حركة أحرار، والتى ذهبت إلى محاصرة مبنى إدارة الجامعة وإغلاقه بالجنازير، ومنع خروج الموظفين وبعض الطلاب الذين كانوا متواجدين بالداخل، وبعد إطلاق الطلبة المحتجزين داخل إدارة الجامعة، قاموا بالاستغاثة إلى زملائهم بالخارج، وقام أعضاء اتحاد طلاب كلية التجارة بالتفاوض معهم لفتح الأبواب للطلبة المحتجزين، وهو ما رفضه أعضاء حركة أحرار وحدثت بينهم بعض المشادات التى سريعا ما تحولت إلى اشتباكات واخرج بعضهم الشوم والعصى والأسلحة البيضاء.
وقام عدد منهم بإخراج أسلحة خرطوش، وقاموا بتبادل إطلاق النار فيما بينهم، وحدثت حالة من الهرج والمرج بين الطلاب، وتحول الحرم الجامعى إلى ساحة قتال ودارت حرب شوارع بالداخل، وانتقلت الاشتباكات إلى خارج الحرم الجامعى، وتبادل الطلاب إلقاء الحجارة فيما بينهم، وقام طلاب جامعة المنصورة بإلقاء القبض على عدد من أعضاء حركة أحرار وتسليمهم إلى قوات الأمن الموجودة، وقد أسفرت المواجهات الدامية بين الطلاب وأعضاء حركة أحرار عن سقوط 15 مصابا، وإلقاء القبض على 20 من أعضاء الحركة، وتم عرضهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
والد جهاد قتيلة جامعة المنصورة: لا أقبل المتاجرة بقضية ابنتى.. ورئيس الجامعة: الفصيل الذى كان يريد إقالة شيخ الأزهر أشعل أحداث العنف.. واتحاد الطلاب يحمل حركة أحرار المسئولية
الجمعة، 12 أبريل 2013 11:46 ص