منال لطفى تكتب: بورسعيد والخصوص أحداث واحدة

الفتنة مستيقظة وتطل علينا بوجهها القبيح يحترق بنارها الجميع تتكرر كل يوم بنفس السيناريو والأحداث ومرتكبى الجريمة هم نفس الأشخاص وباتوا معلومين للجميع الجانى واحد والضحايا مختلفون.
بورسعيد والخصوص وبينهما أماكن كثيرة من إسكندرية لأسوان سيناريو متكرر لنفس الأحداث البغيضة الضحايا بشر وحجر ونبات بشر مسلمين ومسيحيون
أماكن مساجد وكنائس حتى النبات والحيوان لم يسلم من شرنا
يسقط قتلى بسبب بعض الأحداث التى تتحرك بفعل فاعلين يخرج الناس ليشيعوا قتلاهم فيسقط المشيعون برصاص نفس المجهولين
الأيادى الآثمة تتحرك وتجوب البلاد طولها وعرضها دون رادع ولا محاسب تحرك الفتن وتشعل الحرائق فى النفوس المتشوقة إلى الاستقرار المحترق بنار الوطن الجريح
نفوس تغلى من تعب العيش وتكتوى بنار الهزيمة النفسية
نفوس تحتاج إلى من يطيب جراحها فتصدم بمر الأحداث وشح الطمأنينة وبغض الآخرين واقتتالهم على بقايا وطن ينزف وطن كسيح لا يقدر على الوقف فى محنة هى من أشد المحن
فتحرقهم آلامهم وأوجاعهم وقتلاهم فأصابهم اليأس وأصابنا جميعا فى مقتل حتى أصبحنا ننتظر معجزة إلهية لتخرجنا مما نحن فيه من يأس وخيبة أمل ولم تعد تجدى كلمات مبهمات مثل الطرف الثالث والأيادى الخفية والفاعل المجهول
لم يعد أحد يقتنع بمبررات لا تقنع حتى من يريد إقناعنا بها
ولم يعد من المقبول أن يردد أحد أن الدولة تعجز عن ملاحقة مؤججى الفتنة فهم معروفون شكلا وفعلا وصفة وهدفا دماء تسيل ونفوس تمرض ووطن يحتضر وقلوب يتملكها اليأس
بات الإنسان يكفر بفكرة الوطن
خاصة عندما يكون الوطن بارد تشعر ببرودته فى ليالى الشتاء وقيظ أيامه فى نهار الصيف شديد الحرارة
وأصبح الجميع يبحث عن الوطن وعن ملامحه فلم يجده أحد لا فى بورسعيد ولا فى الخصوص
ولا على الحدود ولا حتى فى المقابر التى دفن الناس فيها ضحاياهم
تحول الوطن إلى قبر كبير دفن فيه الجميع أموات وأحياء دفنت فيه النفوس والقلوب
الآمال والأحلام دفن فيه كل شىء إلا الطرف الثالث مؤجج الفتن ومشعل نيرانها
بقى أن نحمل الحكومة وكافة أجهزتها كامل المسئولية وإذا كانت عاجزة عن حماية الناس والوطن الأرواح والأرض
عليها أن ترحل وتعتذر عن تأخر رحيلها.